السبت، 29 يونيو 2024

هارون الرشيد وساعته للشاعر عبد المجيد زين العابدين

 هَارُونُ الرَّشِيدُ وَسَاعَـتُـــــهُ

قَدَرُ الْعُرُوبَةِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ**أَنْ تَلْتَقِي مَا قَدْ جَرَى فِي  الْغَابِرِ

أَيَّامَ كَانُوا وَالدُّنَى مِلْكٌ لَهُمْ **وَالنَّاسُ فِيهَا كُلُّهُمْ كَالصَّاغِــــــــــــــــرِ

الْحُكْمُ حُكْمُ الْعُرْبِ لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ **وَالْعُرْبُ فَخْرٌ كَابِرٌ عَنْ كَابِرِ

مَنْ ذَا يَشُكُّ وَقَدْ نَفَى مَا قُلْتُهُ **لَيْسَ الرَّشِيدَ وَعَقْلُهُ كَالطَّائِـــــــرِ؟

***************

أَوَ تَعْرِفُ السَّاعَاتِ وَقْتَ ظُهُورِهَا**فِي عَهْدِ هَارُونَ الرَّشِيدِ الْمُبْهِرِ1؟

هِيَ سَاعَةُ السَّاعَاتِ لَيْسَتْ سَاعَةً**عَادِيَّةً وَبَسِيطَــــةً لِلنَّاظـِــــــــــرِ

لَكِنَّهَا نَدَرَتْ وَقَّل مَثِيلُهَا **بِضَخَامَـــــــــــــــــــةٍ وَفَخَامَـةٍ لِلْحَائِــــــــرِ

بِمِسَاحَةٍ وَسِعَتْ مِسَاحَةَ حَائِطٍ**وَتَحَرَّكَتْ بِسُيُولِ مَاءٍ سَاِئـــــــــــــِر

**************

مَا إِنْ تَتِمَّ سُوَيْعَةٌ حَتَّى تَرَى ** سَقَطَتْ كُرَاتٌ مِنْ بُرُنْزٍ  فَاخِرِ

نَزَلَتْ بِقَاعِدَةِ النُّحَاسِ وَأَطْرَبَتْ **مَنْ حَوْلَهَا بِرَنِينِ صَوْتٍ سَاحِرِ

فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ تُفْتَحُ طَاقَةٌ **دَلَفَتْ إِلَيْهَا فِي نِظَــــــــامٍ ظَاهـِـــــــــرِ

شَمَلَتْ سُوَيْعَاتِ النَّهَارِ وَلَيْلَةً**كَمْ مِنْ فَوَارِسَ لَاحَقَتْ فِي الْآخِرِ

***************

وَعَجِبْتُ لِفَارِسٍ فِي رَكْضِهِ **مَااِنْفَكَّ فِي رَكْضٍ لَهُ كَالدَّائِـــــــــــــرِ

وَكَذَا يَعُودُ لِرُكْنِهِ مُتَخَفِّيًا **بَعْدَ الْإِشَارَةِ لِلزَّمَانِ الْحَاضِــــــــــــــــرِ

إِمَّا يَحِنْ نِصْفُ النَّهَارِ رَأَيْتَ جَمْـــ**عًا مِنْ فَوَارِسَ  أَقْبَلُوا بِتَوَاتُرِ

فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُهُمْ مِنْ خَلْفِهِمْ **لِيَدُورَ أَجْمَعُهُمْ دُوَارَ الثَّائِـــــــــــــرِ

***************

وَيَعُودُ مِنْهُمْ مُسْرِعًا لِمَكَانِهِ **وَبِعَوْدِهِ يُمْسِي لَنَا كَالظَّافِـــــــــــــــرِ

هِيَ سَاعَةٌ صُنِعَتْ وَقُدَّتْ مِنْ نُحَا**سٍ أَصْفَرٍ يَحْلُو لِعَيْنِ الْمُبْصِرِ

وَلَهَا حَرَاكٌ لَا فَقَطْ مِنْ مَائـهَا**بَلْ مِنْ حَرَاكٍ جَاذِبِ فِي الظَّاهِرِ

هِيَ سَاعَةٌ عَرَبِيَّةٌ قَدْ أُهْدِيَتْ **مِنْ حَاكِمٍ فِي الْعُرْبِ شَهْمٍ نَادِرِ

***************

هَارُونُ أَهْدَاهَا وَكَانَ  خَلِيفَةً**لِلْمُسْلِمِينَ إِلَى مَلِيكٍ قَـــــــــــــــادِرِ

ذَا شَارْلُمَانُ إِلَى الْفَرَنْجَةِ قَيْلُهُمْ**وَوِصَالُهُ بِاْلعُرْبِ غَيْرُ الْفَاتِـــرِ

لِبَيَانِ مَا لِلْعُرْبِ مِنْ عِلْمٍ لَهُمْ **فِي عَصْرِ عُرْبٍ قَدْ بَدَا كَالْمُبْهِرِ

أَيَّامَ كَانَتْ لِلْعُرُوبَةِ بَصْمَةٌ **فِي نَحْتِ عَصْرٍ بِالْعُلُومِ مُبَــــــــادِرِ

عَبْدُ الْمَجِيدِ زيْنُ الْعَابِدِينَ

29/06/2024 المُوَافِق 23 ذا

الحِجَّةِ 1445 هِجْرِيًّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق