الخميس، 11 يوليو 2024

حائط الانتظار للشاعر إدريس العمراني

 حائط الانتظار

طال الفراق و اشتد حر  النوى

لا الدمع أسعفني و لا الفؤاد صابر

ضاق الصدر  و تمكن مني الهوى

الناس نيام و الجفن . ساهر

لم تزدني الأحلام  إلا عطشا

سقم في الجسم و النحول ظاهر

لهجرك طاب الجرح و انكوى 

 جمر في الأحشاء  و العقل حائر

يا هاجرتي   بالغت في الجفا 

  حتى جفت بعدك المزاهر

تناهيد الليالي كواسر بين أضلعي

و آهات النهار شابت لها النواظر

مزقتني حراب أرى فيها مصرعي

و أشواق  كأنها  السيوف البواتر

كسيح و اليأس تهتز له أصابعي

و الحروف دم اعتصرتها الدفاتر

حال خيط  الوصل و تعذر اللقا

فلا رسول منك أتاني و لا خبر

حتى بساتين الوصل التي جمعتنا

عانقتها أشواك الهجر كأنها مقابر

هل ريح المحبة لم يكن  قائما؟؟

و لم تتمايل على كتفي  الضفائر

و لا  أرخت علينا النسائم ظلالها

و لا انكشفت بيني و بينك السرائر

أحن  لأيام خفق الصدر لصفائها

كأنها سحاب لعبت بها الأعاصر

قيثارة عشق تسامرنا على أنغامها

تكسرت أوثارها و أسدلت الستائر

غيري ينام على سرير العشق زاهيا

و أنا كل ليلة على الأعتاب ساهر 

مر نصف العمر لم أر  له طعما 

بين محطات الشوق اليك مسافر

شربت مرارة الصبر أحسبه بلسما

أدمنته غصبا فزادني شربه انهيار 

هان عليك الود و لم تنصفي حبيبا

توالت عليه الخطوب و الدوائر 

أهكذا يكون الحب يا هاجرتي

ظلم وقسوة و جفاء و انكسار

ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق