الأحد، 7 يوليو 2024

طللية العهد والوفاء للشاعر عبد الرحيم شهبي

 طَلَلِيَّةُ العهد والوفاء

عبدالرحيم شهبي 


وَقَفْتُ بِالدِّيارِ أُسائِلُها عَنْ خِلّانٍ

سَكَنوا الْفُؤادَ وَحُبُّهُمْ زادَ تَوَقُدا


نادَيْتُ فيها بِقَريضي وَهِيَ قَفْرٌ

قَضَيْتُ لَيْلَتي لِوَحْدي  مُتَهَجِّدا


أَخْبَرَتْني الرُّبوعُ  عَنْ رَحيلِهِمْ

وَمَضَتْ تَبوحُ  أَسْراراً وَتَوَجُدا


لَكُمْ مِني كُلَّ حُبٍّ  وَكُلَّ وَفاءٍ

قُلوبُكُمْ مُزْهِرَةٌ مِثْلَ قَطْرِ النَّدى


اِخْتَرْتُمْ طَريقَ الْجِهادِ وَالْكِفاحِ

سَيْلُكُمْ مُتَدَفِقٌ  لا توقِفُهُ الرَّدى


سِلاحُكُمْ الْقاهِرُ  إيمانٌ دَفّاقٌ

وَقَدْ جاوَزَ الظّالِمونَ كُلَّ الْمَدى


مَدَدْتُمْ أَيادي بَيْضاءَ لَنا تَحِيَّةً 

فَها نَحْنُ نَمُدُّ لَكُمْ يا إِخْوَتي يَدا 


شِفاهُكُمْ النَّدِيَّةُ تُرَدِدُ آيَّ الكِتابِ

صَوْتُكُمْ في الْآفاقِ يَهُزُ الصَّدى


وَرُبَّ مُقاوِمٍ لا تَزالَ سَبّابَتُهُ عَلى

زِنادٍ في الْعُلى تَرْمي وتُبيدُ الْعِدى


وَشَهيدٌ هَزَمَ طُغاةَ الْعَصْرِ مُنْتَشِياً

بِالنَّصْرِ، فَنِعْمَ النِّضالُ وَنِعْمَ الْفِدى


يا أَيُّها الْأَمَلُ الزّاهِرُ الْمُتَجَدِّدُ أَنْتَ

الْحَقُّ وَالْباطِلُ  بِشُموخِكَ تَبَدَدا


يا أَيَّتُها الْقَبْضَةُ الَّتي تَحْمِلُ رَشاشًا

بِكِ طوفانُ الشُّعوبِ قَدْ بَلَغَ الْمَدى


أَنْتِ أَنْجُمٌ مُتَلَأْلِئَةٌ في لَيْلِنا الْقاتِمِ

وَالْمَحَجَّةُ الْبالِغَةُ  عَلى مَنْ تَبَلَدا


يا أَيَّتُها الْكوفِيَّةُ الْحَمْراءُ شَقائِقُ 

اَلنُّعْمانِ في حُقولِنا تَتَحَدى الرَّدى


يا أَيَّها الْقابِضونَ عَلى جَمْرٍ لَكُمْ                  

سَلامٌ  مَتى كانَ الْحُرُّ مُسْتَعْبَدا؟


أَنْتُمْ مِثْلُ الطّائِرِ الْأَخْضَرِ تَرَنَّما

صَرَخَ بِلاءاتٍ وَبِصَبْرٍ جميلٍ تَجَلَّدا 


بِسَيْلِكُمْ الْمُتَدَفِقِ  يُرْوى ظَمَأُنا

وَبِصُمودِكُمُ الْأَكْبَرَ  عَزْمُنا تَجَدَّدا


مِحْنَتُكُمْ صارَتْ عُنْواناً لِمِنْحَةٍ

هَلْ يُحْيّي الْقُلوبَ إِلّا مَنْ تَجَرَّدا


أَنْتُمُ الْآنَ بَيْنَ السَّيْفِ وَالْجِدارِ

هَلْ يَأْبى الصّادِقُ أَنْ يَسْتَشْهِدا


أَنْتُمُ الْآنَ بَيْنَ  السَّبْيِّ  وَالْقَرارِ

دَمُكُمُ النَّافِرُ نارٌ عَلى مَنْ تَسَيَّدا


لَوْ وَضَعوا الشُّموسَ  وَالْأَقْمارَ

لاءاتُكُمْ تُسْقِطُ قَصْدَهُمُ الْمُبَدَدا


تُهْمَتُكُمْ أَنَّكُمْ صامِدونَ وَغَيْرُكُمْ

اِنْبَطَحَ وَلِلزَّيْفِ  الْغَشومِ  تَوَدَّدا


بِقَوْلِكُمُ السَّديدِ تُضيئونَ  لَيْلَ

أُمَتِنا  وَغُثاءُ أَهْلِ الظَّلام  تَفَنَّدا


هُمْ صَنَعوا مِنْ دِمائِنا مَجْدَهُمْ

وَشَعْبُنا في مَنافي الْقَهْرِ تَشَرَّدا


هَلْ سَنَواتُ الْجَمْرِ وَالرَّصاصِ

إِلّا فُصولٌ لِتاريخٍ مَضى وَتَجَدَّدا


هَلْ قانُونُ الْإِرْهابِ إِلّا ذَريعَةٌ

لِتَكْميمِ أَفْواهِ مَنْ عارَضَ وَتَمَرَدا


هَلِ التَّطبيعُ إِلّا جَريمَةٌ تَجْعَلُ

بِلادَنا أورْشليمَ جَديدَةً لِمَنْ تَهَوَّدا


وَهَلِ الْوَطَنُ  إِلّا مُعْتَقَلٌ كَبيرٌ

وَالْمُواطِنُ في انْكِسارِ أَمالٍِ تَجَمَّدا


اِسْأَلوا صَحافَةً حُرَّةً مُسْتَقِلَةً

مَنْ داسَ بِحِذائِهِ بَياضَها وَتَوَعَدا


اِسْأَلوا أَصْحابَ شَهاداتٍ عُلْيا

كَيْفَ أَنَّ سَبيلَ التَّشَرُدِ نَما وَتَعَدَّدا


وَساكِنَةَ عُمْقٍ وَهَوامِشٍ اسْأَلوهُمْ

مَنْ أَشْهَرَ سُيوفَ  الْقَهْرِ وَتَقَلَّدا


اِسْأَلوا أَنْفُسَكُمْ مَنْ داسَ بِحافِرِهِ

مَيادينَكُمْ وَبِسَلاسِلِ الْقَهْرِ صَفَّدا


مَن صَفَعَ مُحَياكُمْ وَلَوَّثَ خُضْرَةَ

اَلْرّبيعٍ وَبِصَديدِ  خَريفِهِ  سَوَّدا


مَنْ رَهَنَ سَعَفَ بِلادي لِمَنْ حَمَلَ

خَريطَتَهُ مَبْثورَةً وَلِلسِّيّادَةِ بَدَّدا


مَنْ هَذا الْمُتَّهَمُ الْمُبْهَمُ الْغامِضُ

الَّذي بِصِفاتِ قُبْحٍ وَنَذالَةٍ تَفَرَّدا!..


الجديدة في:

03/ 06/ 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق