السبت، 10 أغسطس 2024

قطرة للشاعر نعمه عزاوي

 قَطرَةٌ:

ملأتُ القَنانِي بماءٍ كَدِر

حَذِراي بَصمَةً لأَيامٍ جُدُب


وَمرَّ الحَرُّ رَديفًا كَالزُّؤام

وِشاحُ الرأسِ هُمُومًا سَكب


الأَشجَارُ عَانَت حتى أَيقَنَت

أنّ الخِضابَ بيباسٍ عَجَب


والأزهارُ ما لبِثَت ربيعَها

والشَّذا بدَا مَوءودًا غَرَب


الأَسمَاكُ فُجِعَت تَفورُ مراتِعُها

أو نَفَقَت بِسواحِلِ اللَّهب


أَرَى الطُّيورَ وَهِي لَواهِث  

بَينِ أَوراقِ الجَفافِ وُصُب


أبكِي النّوارسَ وأُعزّي مُطعِمِيها

على المُجسّراتِ الشّؤمِ سهَب


أينَ السّوادُ بِسَفحِكَ يا رَافِدِي

أم سَكنَ الذِّئب والنَّضرُ  ذَهَب


جَبايش وَالمِجذَافُ سَجِينُ الطّين

فَخارةٌ والجَامُوسُ أَنِينٌ خَطب


مُزارعٌ وَالجَدارَةُ هُدّت صَرَائِفُها

وَشُلَّت المِسحَاةُ كَسَاها العَتَب


هَاجَرَ والهَجِيرُ سَوطٌ يُكَابِدهُ

عَينٌ عَلى الأَرضِ وَعَينهُ الرَّكْب


سِرُّ الحَياةِ وَلَو بِقَطرَةٍ

والرّوحُ تَهوَى المَوتَ بِالرِّطَب.

العراق. 

نعمه العزاوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق