بين أحضان الشرود
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تَلُمْ أيا قمري=إن شردتُ في فِكَري
أو شربتُ من ألمٍ=يستبيح لي بصري
قد سطا يريق دمي=في كمائن الحجرِ
لا تلم فذا قدرٌ=واقع على البشرِ
فالحياة حقّ لها=أن تنال من وتري
كي تذيقه شجناً=من كوامن العِبَرِِ
لن ألوذ في حفرٍ=في مدائن الضجرِ
ما استثارني ألمٌ=أو رُميت في الخطر
قد أتيتنَي سَفِناً=كي أنال من وطري
فلتَمُدَّ لي سُبُلاً=في منازل السمرِ
ألتقيكَ، تنجدني=من متاهة السفرِ
عشُّنا لنا أملٌ=والأمان في نظري
والحنان صار لنا=رابطاً من الدررِ
في الصباح يُغدِقُنا=بالعطاء والثمرِِ
في المساء يُسكِنُنا=في ملامح القمرِ
كي نصوغ أغنية=من روائع الصورِ
أنت من يؤلفها=في نسائم السَحَرِ
نستزيد سكرتها=في حدائق السهر
فلتصاحبي فِكَري=ولتعايشي قدري
إنّ في تآلفنا=عابقاً من الشجرِ
يمنح الظلال ولا=يستهين بالخُضَرِ
تستساغ خمرته=من يديك فاعتصري
وانهلي فلا تَذَري=من شرابه العَطِرِ
ِإن في معاولنا=حاجة إلى المطرِ
فاصنعي لنا حلماً=في الغرام وابتكري
.................................
17/1/1981
من مجموعة: قصاصات على شواطئ الزمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق