الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

اللاذقية العشق الأول للشاعر محمود أمين أغا

 اللاذقيةُ..العشق الأوّل

  اللاذقيّةُ دُرُّ حُسْنٍ يَبْرُقُ

شمسُ المدائنِ في سمانا تُشْرِقُ


تغفو على مَهْدِ الجمالِ بهدْأةٍ

و يطيبُ حُلْمٌ   بالهناءة يُغدِقُ


و تدبُّ روحٌ من نشاطٍ واثبٍ

تُحْيي الطّموحَ بمَنْ يكُدُّ  فيسْبِقُ


كُنهُ التّسامُحِ  جوهرٌ في أهلِها

مهما علا غبشٌ يغمُّ و يُقلِقُ 


و لَكَمْ عشِقْنا قهوةً في صُبْحها

طابَ الأريجُ و طابَ أنفٌ ينشَقُ


حاراتُها يزكو اللسانُ بذكرِها 

قصصُ الطفولةِ والصِّبا لا تَزْهَقُ


ساحاتُها شريانُ قلبٍ عامرٍ 

بالدّفءِ تنبُضُ.. بالمحبّةِ تخفِقُ 


حيطانُها تحنو على خُلّانها 

تُخفي بداخلها خَواطِرَ تَدْفُقُ 


تروي حكاياتِ الأحبٓة لهفةً 

ذكرى تنامُ و ذكرياتٌ تنطِقُ


ما كانت الأحْجارُ صُمّاً عندَنا

قد يدمعُ الصخرُ الأصمُّ و يعشَقُ


و مراكبُ العُشّاقِ ترسو وهْلةً

فتدقُّ بابَ الأُمْنياتِ وتطرُقُ


ًهذي المدينةُ مَنْبَعُ عَشِقَ الرُّبا

نهرُ الجمالِ  بِفَيْضِهِ يتدفّقُ


أسواقُها .. ريحُ التوابلِ مِسْكُها

يزكو الشذا عَبْرَ المكانِ و يَعْبَقُ


شطآنُها مُتنَّزَهٌ يسبي النُّهى

يحلو اللقا بينَ الصِّحابِ و يأنَقُ


ِمَوْجٌ رخيٌّ ينتشي في لَثْمِه

خدَّ الرمالِ كعاشِقٍ يتشوّقُ


زيتونُها..ليمونُها ذهبٌ صفا

دوحُ البهاءِ على ذُراها يَسْمُقُ


ُيا عاشِقاً سِحْرَ الجبالِ و بحرِه

نِعْمَ العِناقُ و نِعْمَ حُبٌّ يألَقُ


يا عاشِقاً بلدَ الغريبِ و حُسنَه

عشقُ الدّيارِ هو الشعورُ المُطلَقُ


اسمعْ نسيمَ الفجرِ يهمسُ صافياً

و كأنّه القلبُ النّديُّ الشيّقُ


و انظر قناطرَها تحنُّ للَمسةٍ

كم حنّ قلبٌ باللطائفِ يُشرِقُ


مدّتْ مآذنُها أكفَّ ضراعةٍ

فيها الرّجاءُ و دمعةٌ تترقرقُ


هذي المَرابِعُ ألبسَتْ حرفاً شدا

أزهى كساءٍ في الأناقةِ يرشُقُ


للأبجديّةِ ألفُ ألفِ مرافئٍ

زفّتْ لها بُشْرى ربيعٍ يُوْرِقُ


اللاذقيّةُ لوحةٌ خلّاقةٌ

ألوانُها نَغَمٌ  حلا.. مُتَمَوْسِقُ


هذي حروفي مِنْحَةٌ أرجو بها

إرضاءَ محبوبٍٍ يدلُّ ويَرْفُقُ


محمود أمين آغا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق