أعِدّوا لهم
محمد حسام الدين دويدري
____________
حلمت بآتٍ يجعل الحبّ مخرجا
لشعب أضاع العزم في خيبة الرجا
يجر ذيول العجز في كلّ خطوة
يجوب بها أعتاب من مات أو نجا
فكلّ أضاع العمر في زيغ صنعة
يضيع بها جمع الحصاد وما ارتجى
فما قيمة الأيام إن ضاع جلّها
وإن تكُ في عيش قضى العمر مبهَجا
تعيش على استهلاك جسم وقوة
ومال وآمال بما ليس منتجا
فصار هزيل الخصب وانهار فعله
يصحّر ما يلقاه إذ بات محرَجا
يتوق إلى استيراد ما هان صنعه
وإن جمعت يمناه ما كان برمجا
فياليته يبتاع من عزم كدّه
معاندة الأخطاء و الكرب أولج
ليبتكر الآمال في درب من خطا
دروباً تزيد الأرض قمحاً وعوسجا
ليدرك أن الأرص بالجهد جنة
و يعلم أن الصبح مازال أبلجا
ولا خير في استقواء من عاش صاغراً
ولا خير في درب النفاق ومن هجا
ومن صاحب الأعداء مكراً ومنعةً
عساه يسد الثغر أو يفهم الحجى
فهل أصبح الإخوان في سوء موقف
تشتت شمل الناس والليل قد سجى
أيا أمة عاست على الخير حقبة
فأرست حضارات بها النور أسرجا
"أعدوا لهم" من قوة العلم قلعة
وصوني " رباط" التقى عزماً ومنهجا
أعيدي خيول النصر للساح والوغى
بعزم يصون الحب والصدق منسجا
وصوني عقولاً لم تزل خير قوة
تحقق ما نرضاه إذ بات أحوجا
وأحيي لنا الآمال في كل خطوة
نحقق فيها السعي ماكان مدرجا
أعيدي لنا حبّ الصلاح شريعة
ومن عبق الأخلاق للنفح مأرجا
...........
٧ / ٨ / ٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق