الخميس، 15 أغسطس 2024

ذاكرة تحترق للشاعر عبد الستار الخديمي

 **ذاكرة تحترق**


كنت دائما أنكأ الجراح التي تؤلمني

أملأ فتحاتها الغائرة بدعوات أمّي

وبعض مسحوق القهوة 

فتنتشي برائحتها 

وتسكر 

وتنسى الألم

وتُلهم القلم 

وترفع العلم

وفي رهبة من الانكشاف

ينكمش الجرح على نفسه كالحلزون الخائف 

فالخوف سمة الجبن 

ولم أكن في لحظة ضعفي جبانا

أنا صفريّ العدّ

لم أستنجد قطّ بيَدٍ لتربّتَ على كتفي 

ولم أستَجْدِ دمعا من أعين التماسيح 

ولم تسيّجني أسوار سوى أضلعي 

يا ماشيا على ألغام ضفافي 

ترفّق .. فقد تطمسُ ما جاد به قلمي

فيتضاعف ألمي

كنتُ دائما محبّا للّون الأحمر 

وأنتشي برائحة المطر 

وأهدأ كالطفل عند مشاهدة الهلال يكبر 

كان خيالي شاسعا كالمجرّة 

أبني مدنا 

وأهدم أخرى

وأطعم العصافير في كفّ يدي 

وأسافر مع النّور وقت السّحر 

رفقا بالخواتيم 

فكلّ البدايات سعيدة 

ورحلة السّير مطبّات 

وعاهات 

وآهات

وبعض مسرّات

أطيافي .. كالملائكة توزّع الحُبّ

وتزرع الحَبّ

أطرافي .. شموع على موائد العشّاق

ولكنّي رغم الاجتهاد 

وعلامات الإجهاد

أبقى دوما ذلك المشتاق

أنا سيدتي 

كلّ العناوين المتاحة 

أشغل خطوط الطول والعرض 

وأملأ كلّ المساحة


بقلم: عبد الستار الخديمي - تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق