مال الأيام
مال الأيام دولا تولي ليس لها مستقر
يطول ليلها حين يشتكى منها الغدر
وتمر كلائح برق إذا هي بالأفراح
أقبلت خجلى كعذراء يضمها خدر
غير المواقيت ما لها من نسق
فيعلم للأمان فيها شط هي البحر
أخوض بين الأنام غمار عبابها
وفلكي متأرجح قد أعياني الصبر
بالأماني أعلل نفسي والغد مقبل
ويمضي الغد وينضاف للأحزان سطر
يسهب الصرد عن الخذلان كلما
وثقت وينعت الخيبة مسهبا كأنها جمر
يحرق الأكباد متأججا ينعي الحظ
سعده ويبقى الحال على الحال مستمر
يمشي رتيبا ينشد من العزلة راحة
ويحذر آلآلاما في الروح صار لها مستقر
إذا أبديت من النوايا أحسنها يخالك
الجاهل أبلها ويحسب اللئيم أنك غر
لم تعلمك الدنيا من دروسها ولا الأيام
قد أنبأتك بما جهل في صباهم البشر
ثم يسترسل في التمثيل بارعا شعاره
لكل مقام قناع ولك قناع تزيف المشاعر
بؤس ما بعده بؤس حديثك مع
نفسك وأنت شاهد والأسى لقلبك غمر
مال الأفئدة في الدنيا تائهة ما لها
قرار فتستقر وما لها ليس لكسرها جبر
بوهيلي نورالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق