الأحد، 20 أكتوبر 2024

قصيدة رثاء للأديبة دنيا صاحب

 قصيدة في رثــاء أخــي الــفـقـيـد   

         

بقلم الأديبة دنيا صاحب  العراق


 عنوانها : هــول الــفــراق


كـــابـــدت هـــول فـــراقـــك مــصـــاب الــحــتــــوف 


أُعـــزي نــفـســي عــلـيــك فـــقــيـــداً بــالــتــأســي 


نــصــبــت خــيــمــة عـــزاء الـحـــزن و الـحــســرات  


حـيـن ذهـبـت روحـك الأَبــيــة لـمـسـتـقـرها الأٓبــــدي             


رفـــرفــت كـ طـائٓـــر حــمــام الـــزاجـــل عــــاجـــلاً   


فــــلا والله لا أَنــســـاك إن غـــبــت عـنــي بــلـحــظـة 


  تــحــت الــتـــراب وغــــاب مـــعـــك رجـــــاء أَن أَراك  


إذ كــنـت رجــائي وموئلي يـــوم مـولــدي أخ طــيـب حــنــون      

حـمـلتـني بين ذراعـيكَ وكـفـفت بـأنـامـلــكَ مــدمـعـي   


تجالـسـني تنـاغـيـني ترنـيـمة بـصــوتــك الــبــديـــع                   


وحين كبرت كنت أَفتخر عزيزاً بصحبتك أزهــو گ الـربــيـــع          


كنت نعمَ الأخ مؤازراً لنصـرتي وقــت الـشدائـد والـمـحـن 


مـخـلـص أَمـيـن وفـيـت بـودعــك  الــصـادق ياخـيـر 

صاحـبـي ومعـتـمـدي     

 

لـــم يــهـــون عَــلـيَّ خـــبــر مــصــابـــك الــجــلـــل


أَثــــــار روع  دمـــــوع  الـــرزيـــــة  بــالــــمـــقــــل 

 

إذ وثــبـــت إلـــيـــك أَقٓــــدار الــمـنــايــا بــمـحــنــة

       

جعـلـت نـفـسي عـليـك آلــة حــدبـاء غـارقــة بـالألــم


كــانــت لــكَ وثــبـــة كـالأســـد الــقــوي الــشـجـاع       


نـــزالـــك فـي ســـاحـــة الــمــيــدان بـــلا مـــنــازع   


يـا لـيـت شـعــري حـيـن أرثــيــك مــنــاظرة سـجــال


بـيـني وبـيـنـك مـداد بـحــر لا ينـفـد من كـلمـات الـوداع  


فــأطــاعــنـي الـحــرف الـحــزيـــن مــنـبــع  شـــلال


أفـتـقـدت محـاسـن سـجـاياك فـينـهـمـر مـن وجـدي 

فــيـض غـــزيـــر      

يـمــلأ جـوانـح روحي شـعــور جــرح غــائــر عــمـيــق   


لن يـشـفـى أبـداً ولايــسـد خـلـة غــيـابــك طــي الـــزمــان    


مــلأت زوبـعــة فــراقـــك الـمـر  أجــفــانــي دمـــع  حــــرور 


بـدوي نـعيـك ينسكب مـقـدار حـنـيـني لــوعـــة دهـــور      


وحــيـن جـائــنــي خــبــر يــقــيــن وفـــاتــــك فــجــاءة    


تــنـهـــدت لــهــفــتــي عــلــيــك جـــثــــة هــــامـــدة


 .. أخـي لا تــرحــل  !


فـمـا أبـقـى نــزف الـمــصــاب عـلى فـؤادي جـــمـلــة واحــدة           


إلا ونـطـق بـهـا حــرفـي صـريع بـيــن سجعـاً و رثــاء       


وآه أَخواه .. لم أراك مبتسماً تعانقـني للـمـرة الأخيرة قبل


 يـومـك الأَخير 


هل يـاتـرى ناديتـني بـإسـمـي في لحظـاتـك الأَخــيـرة تـسـتجـيـر

   

ياليتني أتيتك مسرعأ بتلك اللحظات لأَضمك إلى صدري   


وامسك يديك بقوة التآخي لن اتركـك تلاقي حتف الـمنية وحـيـد      


قـبـلـت خـدك اللامـع يـتـلاصـف بـريـقـه كالنجوم المتلألئة       


قـرات عـليـك رقـيـتـي ابتدأتها بسم الله الرحمن الرحيم


لـعـلـك تـنهـض حـياً من جـديـد


وآه أخواهُ .. لم أودعــك قـبـل ما عــفـى عـنـي يـوم الـوداع           


تـاركـاً ورائـكَ صـورة هويــتـك تـحـمــل قـلــبـي الـمـنـزوع


ووحشة بعـدك تركت فـراغ كبير من حـولي غــربـة سـوداء      


أقـصـانـي رحــيـلــك تـــؤام روحــي  عـن منفى  الـدنــيــا

 حــولًا  


وقــطــع فـــؤادي الـعــلـيـل  بــســيــفــه الـبــتـــار اربــــاً


رحـلـت بسرعة كالضيف وكــل حـي راحـل بـسبب مـصيب          


هــل هــذه الـدنــيــا مـسـتـقـر الإنــسـان  ودار الــقــــرار؟  


لكني أدركت بـعـد مضي أيـامـك الخـوالي سـتبكـيـك


 الكـواكـب فـي مـدارات الـأ فـلاك  وليالي القمر في ديـاجي الـغـسق  


كـما تـبـكـيــك الــطــيــور فـي روض غــصـون الــنـواعـي 


وحـفـيـف ورق الأشـجار في مهب ريــاح ألانــيـن وألأٓهـات  


ونـــاح غـــيــث رحــيــم عــلـى ضــريـحــك بــمــاء طــهــور 


من فـيـض الـســمـاء يــزيــل نــوائـح الأتــربــة عـن جــســدك   


 الذي غطاه موارياً وأنـت بعز الشباب وكيف أن تنام وحيداَ وسط الفلاة ؟       


وهـا أَنـا ذا بـقـربـكَ أرفـع يــدي بدعـاء الرحمـة وسيلة تراحم الأطياب              

 

 يـحاورك قـلـبي فأطاعـتـني ألأَلـوان الـحـزيـنـة  إنــبــعـاث  أطــيــاف 


فـرسـمــت ابـتـسـامـتــك الـمــشــرقــة وأنـت حــي في

 لــوحـات التخـلـيـد


مـدونــة ذكــريـاتـنـا الـجـمـيـلـة زخــارف  قــلــب  الــوجـــود                


لــتـسكــن روحـــك الطـاهـرة  فـي مــلــكــوت الـأرواح دار الـــســــلام  

   

فعـزفـت لكَ تـارة أَخـرى الـحـان الـحياة ترددات تخاطـر أَشجـان الــروح          


أنـغــام سـمـفونـيـة رحـيـل الـقـمــر  على سلـم أوتـار عــودي الحـزين


يخـاطـبـكَ على رنـــة تـنـهـيـدة الـتـمـنـي تـمــلأ  الـأكـــون


 يـا لـيـت كـان قــدرك أَن تــعـمـر أطــول الـسـنـيـن في هــذه الـحـيــاة


اللـوحة  الفـنـيـة بـريـشة الفـنـان العـالـمي نـصـير شمـه/ العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق