الأربعاء، 30 أكتوبر 2024

إلهي أيقظ الأمال فينا للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 إلهي أيقظ الآمالَ فينا

محمد حسام الدين دويدري

ـــــــــــــــــــــــــــ

سَئِمتُ العَيشَ ذُلاًّ واغترابا=وقد أفنَيتُ بينهما  الشبابا

فمارَستُ اللُهاثَ وراء كَدحٍ=لنَيلِ القوتِ في كَسبٍ تَغابى

فكانَ حَصادُهُ خُبزاً و ماءً=وبضعَ لُقيمَةٍ تُغْني الخُضابا

ليَمضي العمرُ في وهنٍ وعجزٍ=بما أضنى وما أفنى وشابا

فأوهَنَ قُوَّةَ العظمِ وأَقوى=ضياءَ العينِ؛ فيما الشَعرُ شابا

لأُدرِكَ؛ بعد أن نَضُبَ اقتداري=بأنّ العُمر في "لا شيء" ذابا

وأنّي قد صرفتُ العُمرَ رَكضاً=وراءَ سرابِ ما ضاعَ وغابا

فلمْ أُثرِ الوجودَ بأيّ صَرْحٍ=ولم أُغْنِ الشواهِقَ والتُرابا

ولمْ  أَسْمُ بعِلْمٍ واكتِشافٍ=يكونُ لأُمّتي فَتحاً مُهابا

فهل أخلَصتُ للإسلام قَصدي...؟=وقد أمسى طُقُوساً أو خِطابا

فلا أخلاقهُ نَحيا هُداها=ولا آمالهُ تُنجي الرِكابا

لتوصِلهُ إلى دربٍ قَويمٍ=يُحَقِّقُ عِزّةً تُقصي الحِرابا

فلا يغري تفرُّقنا عدوّاً=ولا يُبقي تَسامُحُنا غِضابا

أهذي أُمّةُ الإسلامِ حقّاً...؟=وقد رَضِيَتْ إلى الجَهلِ انتِسابا

وصاغت من منابرها اقتتالاً=وشتماً وافتضاحاً واستلابا

فصار الخوف مقروناً بأرضٍ=حباها الله بالبُشرى ثوابا

إلهي أيقظ الآمالَ فينا=وصُن بالحُبٍّ إيماناً مُجابا

وهيِّء للشغافِ مسار صِدقٍ=ترى في أفقه العيشَ احتِسابا

..................

الثلاثاء 30/10/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق