الخميس، 21 نوفمبر 2024

Hiamemaloha

أنشودة الحرية للشاعر المهندس فتحي فايز الخريشا

 .                      ★ أنشودةُ الحريَّة ★

أعشقك أيّتهَا الحريَّة ..

أعشقك حتىٰ الثمالة ..

وأعشقك حتى الموت والاِنتِهَاء ..

كمْ أتوق أنْ أستظلَ في ٱمتدادات أجنحتك الرَّحبة ..

كم أتوق أنْ أنطلق بكلِّ أعماقِي فيك لحنا يَصدحُ أجملَ التَّرنِيماتِ وأعذبَ الألحانِ ..

أنْ أستمدَّ لأفئِدتِي المتعطشةِ للٱرتِوَاءِ من شفتِيكِ خمرة الحُبِّ ..

مِن ينابيعكِ دفق الحيَاةِ وصفاء الجَمَالِ ..

كمْ أتوق أنْ أحلق بِرُوحِي الهَائِمةِ في عظِيمِ اِنْطِلاقاتِكِ السِّحرِيَّةِ اللامحدودة لكلِّ فضَاءٍ بين يديكِ ..

فأنت روعة الوجود ..

دفءُ الأنوارِ خالدةُ الأفياضِ ..

طمأنينة تسابيح الأبدِيَّة على أوتار السَّلام .. 

أنت الخلاص من التقوقع والحرمان ..

النهوض من قبرِ العجزِ وأَطمَارِ النقصان ..

عناقُ الشّمسِ والحيَاة لِبَاهرةِ كلِّ خلابِ حُسنٍ ..

فإيهٍ أيّتهَا الحريَّة ..

كم أتوق أنْ أبحر بقوارِبي نحو جزائِرِكِ الفاتنة ..

أنْ أدخل مدائنكِ العامرة بالحقِّ والعدلِ والجمال ..

أنْ أتجول في أراضِيك المزهرة بِبَركةِ كلِّ خير ..

كم أشتهي أنْ أضمّك لِصَدرِي المُتفطر شوقا للقياكِ ..

أقبِّلُ فيك الاِنطِلاق نحو كُلِّ مجهُولٍ وٱكتِشافٍ..

أحملك في قلبي شعلة للضِّيَاءِ ..

أدخلك في دمي يا لبَّ الأزمنة لكُلِّ آنٍ ..

نشوة للفرح ..

نشوة للعشقِ ..

نشوة للاِنعِتاق ..

نشوة للتسامُقِ فوق الوديانِ السَّحِيقةِ لأعالِي عنان السَّماءِ ..

فهذا قلبي حبيبتي الذي من نبضك الخفاق يَنبض ..

عبئِيه بتجلِّيكِ المُلتهبُ بنارِ شغفِ الهُيَام ..

عبئيه بدمِّكِ المُتدفق من يَنبُوع النُّور ..

وعمديه قطرًا من سحائِبِ شرودِ عينيك للأفق البعيد ..

ودعيني أعانقك حتى الضَّياع والاِحتِراق ..

دعيني أضمكِ نحو أعماقِي المُلتهبة تولّهًا بوجودِك بَدِيع الأبعاد ..

أضمّك إلى آخر الأزمان ..

إلى اللانهاية ..

دون أنْ تلفظني أمواجكِ لشواطئِ العُبُودِةِ ..

دون أنْ تأسرني مفاتنك الأخاذة بلا أجنحة ترِفّ ..

دون أنْ أصير كما الفارسُ بلا سيفٍ وترسٍ ما لهُ من حولٍ ..

دون أن أتصوف مترهبا في هيكلكِ على قصعةِ الزُّهدِ ..

دعيني طائرًا حرًّا في فضاءَاتِكِ ..

طائرًا لا تُوجسهُ حرارة الشمس أو برد الشتاء عنك لٱنْكِفاءٍ..

دعيني دفءً يتغلغل في بهي جسدِكِ الأخَّاذِ..

نُوْرًا يستحم في أنهر غاباتك ..

وليكن لي سَفَطا من أثمارِكِ المشتهاة ومن معسلتكِ قرصًا من الشهدِ ..

جناحًا فوق مسافات الضِّياءات ..

قليلاً من لذة التعاظم في تصاويرك ..

يا أيّتها الحرية ..

يا معشوقة صارت أيقونة لكُلِّ جَمَال ..

صارت ألِهَة ..

بخالص الوِدادِ رفعتها للّبِّ ذاتي فوق أعالي السَّمَاء ..

وأسكنتهَا في كلِّ المعابدِ والمحافل أنشودة كلّ الأناشيد ..

أسكنتها في روحِي إنشودةً للحيَاةِ ..

إنشودة للخلاص ..

للفرح الشَّادِي بأعذبِ النغمات ..

للتفاؤل الحزين المُجنح فوق إيقاعِ سرابِ وهْمٍ ومُؤَكَّدِ يَقِين ..

وللصُّعُودِ من وسطِ الخرائِبِ رغم القيودِ والقهر والحرمان ..

رغم البؤس وعصف ريح أُلهِيَّة التكوين ..

فٱمديني نسمة من نبضكِ المتدفق بعنفوان الحياةِ ..

ٱمديني يا حبيبتي لباب كلّ لياحٍ من شعلةِ وِجدانك التي لا تنطفئ ..

امديني بأنوارك التي لا ظلال ظلامٍ فيها ..

بنسيمك الذي ينعش سواد القلب لكامِلِ الاِرتِيَاح ..

فهذا عمري أقريهُ لك قربانا لطوباءِ الإتحادِ ..

هذا أنا تقدمة لك لنعمةِ الوِصَالِ ..

وهذا دمعي مطر يهطل ..

وإلى الآن لم يزل دمّ قلبي ينزف ألم الشقاء..

لم تزل سماءُ رُوحي مثقلة بالدُّخانِ والضَّباب ..

لم تزل إلى الآن شلالات جَوَىٰ الآهات تتدفق بعنفوان ..

لمْ أزل أصرخ في أقبيةِ العُبُودِيَّة أيناهَا الحرية للٱنعتاق من أكبالِ قطِيعٍ وقُطعانٍ ..

فٱخرجي يا حبيبتي من خلف الحِجَاب ..

فمنذ زمن بعيد أطلبك ..

أطلب الاِنْتِشَار فيك ..

أطلب التوحد فيك ..

فكُونِي لي يا أيّتها الحريَّة الرَّائعة الجَمِيلة ..

كوني لي المأوىٰ ..

والحياة .. . 

             من ديوان * سفر بلا عنوان* لمؤلفه :

                 المهندس فتحي فايز الخريشا

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :