اِشْتَقْتُ إلى نَفْسِي
بَيْنَ ضَجِيجِ الحَياةِ أبْحَثُ عَنْ نَفْسِي
ضَاعَتْ بَيْنَ دُخَّانِ العَواطِفِ و بَأْسِي
لَيْتَنِي طِفْلٌ صَغِيرٌ أنْتَظِرُ خُرُوجَ ضِرْسِي
عَلَى جِدَار الصَّبْرِ دَوَّنْتُ حُرُوفَ بُؤْسِي
مَا تَوَقَّفَ اِنْصِبابُ دَمْعٍ عَلى زَمَنِ يَأْسِي
دُلُّونِي عَلَى مَقْبَرَةِ القُلُوبِ لِأَدْفُنَ أمْسِي
لَوْحَةٌ نَقَشْتُ عَلَيْها تَارِيخَ عِشْقِ حَدْسِي
مَزَّقَتْنِي دُمُوعُ حُبٍّ يُرَدِّدُ هَذا يَوْمُ نَحْسِي
شَرِيطُ أَيَّامٍ تَمُرُّ عَلَى جَناحِ شَوقِي وَهَمْسِي
وغِيابُ الخَلِيلِ صاحَ مَتَى سَتَطْلَعُ شَمْسِي
هِيَ النَّفْسُ ضَاقَ بِها الأَمْرُ شَيَّبَ شَعْرَ رَأسِي
زَوارِقُ قَلْبِي تَتَقاذَفُها الأمْواجُ لِتَخْمِدَ قَبَسِي
لَيَالِي كنَهارِي لا تُفَارِقُنِي لَوْعَةُ بُعْدٍ وَ هَوَسِي
الحَبِيبُ أراهُ أسْمَعُهُ والأحْلاَمُ تَتَخَيَّلُ لَمْسِي
هِيَ الشَّمْعُ يُنِيرُ وُجودِي لَيْلَةَ وَحْشَةٍ وعُرْسِي
يا عاذِلِي لِمَ اللَّوْمُ قَد مَسَّ العِشْقُ حَمَسِي
الفُؤادُ مَهْما طالَ البُعْدُ مِنْكِ قَرِيبٌ وأُنْسِي
يَا زَهْرَ النَّدَى لُغَةُ العِشْقِ تَبْحَثُ عَنْ حِسِّي
سَكَبَ عَبَقُ الغَرَامِ ورَفْحُهُ بُسْتَانَ غَرْسِي
تَذَوَّقْتُ حُبًا تَحْتَ زَخّاتِ مَطَرِ قَرْسِي
٭ ٭٭ ٭٭
مَعْشُوقِي سَرَقَ مِنِّي دَقَّاتِ فُؤَادِي
عَلَى خِصْب قَلْبِه زَرَعْتُ قَصَائِدِي
تَمُرُّ الأيَّامُ بِبُطْءٍ بَيْنَ جُدْرانِ بُعدِي
الحَبِيبُ يُلْهِمُنِي يُفَجِّرُ مَنْبَعَ شَهدِي
أعْرِفُ أنَّ الطَرِيقَ إلَيْه بِأشْواكِ وَرْدِي
أرَّقَ الصَّبْرُ طَوالَ اللَّيْلاتِ وَوَجْدي
تَعَلَّمْتُ مَبادِئَ الحُبِّ عَلى مَجْدِي
أفْئِدَةٌ عَلَى اِتِّصالٍ بِصَبْرِي وتَحَدِّي
لِمَلِكَةِ قَلْبِي قَدَّمْتُ الوَفَاءَ وَوَعْدِي
فالكَلِمات أصْغَرُ مِنْ مَقامِهِا عِنْدِي
عَلى مَوْج بَحْرٍ سَطَّرْتُ حُرُوفَ عَهْدِي
عَلَى سَحائِبِ الغَرامِ اِنْتَشَرَ نَسِيمُ نَدِّي
أنْتِ عِشْقِي وَقَلْبُكِ رُكْنُ ملاَذِ وُجودِي
بَيْنَ أشْجَارِ الشَّوقِ يَنْهَمِرُ حُلْمُ مُرادِي
وَقِطارُ العُمْرِ يَسْرَعُ كَأَنّهُ يَخْشَى خُلُودِي
طنجة 25/10/2024
بقلمي
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق