الاثنين، 11 نوفمبر 2024

ق.ق سطوة ترانيم الذات للدكتورة نجوى محمد سلام

 سطوة ترانيم الذات 


بعد شراءنا لبيتنا الجديد،

 كنت مترددة جدًا أن أفتح تلك الغرفة المغلقة ،

والتي شعرت أن البائع أضاع مفتاحها  عن قصد لإخفاء شيء ما،

ولهذا قررت أن أفتح الباب بالقوة رغم أن زوجي ذهب للبلدة لإحضار نجار لفتحها،

وعندما هاتفني ليعلمني  أنا ما من نجار وافق للقدوم  معه،  وقرر الذهاب إلى المدينة لإحضار أحدهم ،

زاد إصراري وبدأت في إستخدام آلة لكسر الباب، 

وهنا سمعت صوت الباب  يفتح وكأنه  مُغلق من دهر وتساقطت الأتربة ،  وعندها رأيت دهليز تتجذر شتلته في كاهل روحي ، لم أكن نائمة ولا يقظة ، كنت في المنتصف المميت أرى موتي ، وتتساقط أيام عمرى رجما ، زمهرير يهطل تحت بكاء طفلة أعرفها جيداً تاهت مني منذ أمد بعيد ، طفلة عنيدة اندفعت مشاعرها كشلال جارف نحو اكتشاف قوة ذاتها الاستثناء ، فأغرقتها متاهات ثقل الكلمة ، لعنة ليس لها متسع إلا الهلع ، طفلة أبت أن تودني  وأبت ألا تودعني ، أنثي عشقت أن ترتوي من غسلي كلما كنت معها .

أواه لذاكرة تنبش لحدي ولا تترحم علي أشلائي ، تطارد خرائب روحي بوحشية مفرطة ، ولا تتجاوز ندمي المحموم بل تصفعني بغيظ وتكسر حواجز صمتي ليتسع لصرخات استغاثتي الملكوت ، أختبئ من الموت في محراب دنيا ظلت تحبك بجنون العظمة خيوط تاريخي المخطط بالأسي من منحدرات جهلي بنفسي حتي ذبلت وتشوهت ملامح طفلتي البريئة وتيتمت   .

في ضميرى تهلل زيف الواقع وانكدرت لغتي وأصابها الخسف ، شحبت ألوان روحي وسعرت نيران ثوراتي بحثاً عني بلا جدوى  ، وحلت لعنتها المبهمة حين خنت نفسي وطعنتها طعنتي القاتلة التي لا يهونها الغفران أو يمحو ثقلها التوبة .

تجربة فريدة جعلت روحي علي روحي تبكي ، وشقوق الهرب تتسع في فضاءات روحي بحثاً عني وعن سطوة ترانيم الذات وكيف دوى فيها انفجار ندائها الخفي منذ أن كانت وحلة ، مجرد نطفة أبحرت من عطش تبحث عن حقيقتها التائهة علي شجرة الدنيا العارية . 


د/ نجوى محمد سلام 

( الفراشة الحالمة  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق