الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

أنتظر طيفها للشاعر السعيد عبد العاطي مبارك الفايد

 أنتظرُ طيفها /

قالت ذات مساء :

يا هاجري إياكَ إياكَ

و أن تصمت بين ليالي العمر 

حيث يجوب مدينتي الحمراء 

فرسان القهر 

و كل زاوية ألف قبر

و أنت تتأمل لوحدك ضوء القمر 

و تنشد الشعر 

و قد داهم الرحيل العمر

و العذارى من حولك تُغني عند ضفاف النهر 

و قد عادت أسراب الطير 

و تفتحت بساتين الزهر

و الكون قد تزين بربقة العاشق المتيم

و المتبتل يهرع إلى محرابه خائفا في جلوته

لكنه يحن إلى التجلي 

حتى مطلع الفجر 

فقلت لها في خجل :

هيهات هيهات 

أن يقبل علينا منادي للخير

و الكل هنا تأبط الشراً 

و الضحايا تملأ وسط الميدان 

و نحن نقرع موسيقى الأحزان 

و الأطفال تصرخ 

و النساء ثكلى  

و بائع الورد لم يمر

و لن يمر 

فقد شاخ الصبح 

و تغيرت ملامح البشر 

ثم تصافحنا و انصرفنا

إلى قاع المدينة 

ورائحة الدم

غطت نشوة الحب 

و النشيج علا القلب 

و ساد الغضب 

مع أخبار الحرب 

و محبوبتي قد أعلنت لا تعود

و ها أنا مع كل وقت أنتظر 

طيفهافي الخريف و الربيع 

و في الشتاء و الصيف 

لعلها تزور بلادي 

و تخبرني عن ذكريات أجدادي 

و هل سترحل جحافل الاعادي ؟!٠

( السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق