أنتظرُ طيفها /
قالت ذات مساء :
يا هاجري إياكَ إياكَ
و أن تصمت بين ليالي العمر
حيث يجوب مدينتي الحمراء
فرسان القهر
و كل زاوية ألف قبر
و أنت تتأمل لوحدك ضوء القمر
و تنشد الشعر
و قد داهم الرحيل العمر
و العذارى من حولك تُغني عند ضفاف النهر
و قد عادت أسراب الطير
و تفتحت بساتين الزهر
و الكون قد تزين بربقة العاشق المتيم
و المتبتل يهرع إلى محرابه خائفا في جلوته
لكنه يحن إلى التجلي
حتى مطلع الفجر
فقلت لها في خجل :
هيهات هيهات
أن يقبل علينا منادي للخير
و الكل هنا تأبط الشراً
و الضحايا تملأ وسط الميدان
و نحن نقرع موسيقى الأحزان
و الأطفال تصرخ
و النساء ثكلى
و بائع الورد لم يمر
و لن يمر
فقد شاخ الصبح
و تغيرت ملامح البشر
ثم تصافحنا و انصرفنا
إلى قاع المدينة
ورائحة الدم
غطت نشوة الحب
و النشيج علا القلب
و ساد الغضب
مع أخبار الحرب
و محبوبتي قد أعلنت لا تعود
و ها أنا مع كل وقت أنتظر
طيفهافي الخريف و الربيع
و في الشتاء و الصيف
لعلها تزور بلادي
و تخبرني عن ذكريات أجدادي
و هل سترحل جحافل الاعادي ؟!٠
( السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر )