الجمعة، 1 نوفمبر 2024

ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية للكاتب أحمد المقراني

 ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية1 نوفمبر1954

ذكراك حلت وبالتبجيل يا بطل°°°أنت المنـــار بك الجوزاء تحتـفل

تحية لرفيـق الدرب خـــالصة°°°السهل والصخر والأدغال والجبل

وللرشاش الذي في نطقه حِكمٌ°°°نارٌ ونورٌ لــها الطغـــاة تمــــــتثل

إرادة عزّزت حــب الفداء بها°°°إلى الكفاح دعـت بالنصــر تكتـمل

أيا غضنفرباع الروح مشتريا°°°عـــــز المكانة بالعلياء تشتـــــمل

ذكرى لقسورة وقيعــــة لقنت°°°درسا لذي صلف قد مســه الـهبــل

ولبوة من خيار الغيـــد وعت°°°معنى الجهاد فأضحى العزم يعتمل

للمغزل ودعت تزهو بمرهفها°°° به تذيق العـــدى كأســا به ثمــل

وبعد سبع من النضال والمحن°°°حل الشروق وبانتصاره رفــــــل

الحق ينــــزع بالدماء تنسكـب°°°مــا دون ذلك لاانعتــــاق يحتــمل

العز والمجد والمـزايا قاطبة°°° نزفها لشهيد صــح بـــــــه الأمـل

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

المخلوقات كلها جبلت على حب الحرية والتطلع للانعتاق من ربقة العبودية والقهر، العصفور يضل مكافحا جادا محاولا التخلص من سجنه إذا قدر له أن وضع في القفص، الثور يسوؤه النير الذي وضع على رقبته ويتمرد كلما هم صاحبه بشد وثاقه وقد يتطلب ترويضه جهدا ووقتا. الإنسان وهو المكرم بالعقل أولى وأحرى به أن يتطلع للحرية وأن يناصرها أينما وجدت وأينما انتهكت. الثورات عبر الزمن تصب في هذا الاتجاه، وتجد التأييد والإشادة من القريب والبعيد ومن الأمثلة الخالدة ،الثورة الفرنسية ، الثورة السلمية الهندية ،والثورة في جنوب أفريقيا ،كذا الثورة المسلحة في جنوب اليمن في جبال ردفان الشامخة ،وثورة الفياتنام المتوجة بمعركة ديان بيان فو وهزيمة المعتدي والكثير من الثورات والانتفاضات التي لاقت التعاطف والتأييد من القريب والبعيد وتركت ذكريات للأجلال نبراسا وطريقا ومنهجا وأقربها إلى الذاكرة الثورات والانتفاضات التي أشعلها الشعب الجزائري في وجه الاحتلال خلال 132 سنة جعلت العدو لا يستقر ولا يهدأ له مقام ولا بال. ومنذ بداية احتلال فرنسا للجزائر في 5 يوليو 1830، قاوم الجزائريون المحتل عبر العديد من الثورات والتي كان أهمها مقاومة الأمير عبد القادر (1832- 1847) ومقاومة أحمد باي (1837 – 1848) ومقاومة الزعاطشة (1848- 1849) و انتفاضة الناصر بن شهرة (1851-1875), مقاومة سيدي لزر ق بلحاج 1864 ومقاومة الشيخ محمدالمقراني (1871- 1872) ومقاومة المجاهدة لالا فاطمة نسومر(1854ـ 1857)التي فاجأت العدو وأذاقته الأمرين .وكثير من الثورات والانتفاضات المتفرقة.

وعلى هذا فإن الثورات هي دروس يستفيد منها الإنسان أينما وجد بغض النظر عن الجنس واللون والعقيدة.

الثورة الجزائرية (1954ـ 1962 )كانت من بين الثورات الكبرى التى توجت كفاح الشعب خلال سنين الاحتلال، وشكلت فارقا واضحا ومهدت الطريق لملايين المضطهدين من أجل الحرية والانعتاق فقد ساهمت في تحرير الشعوب التي رزحت تحت الاستعمار الفرنسي والتي كانت تسميهم فرنسا: فرنسا  لما وراء البحار وعليه فهي ثورة خدمت الإنسان وأعادت له إنسانيته، وأنا عندما احتفل مع أصدقائي وأحباء الحرية والنضال من أجلها بذكرى ثورة نوفمبر المجيدة مطمئن وواثق من تواجدهم وإكبارهم لتضحيات الإنسان الجزائري في سبيل عزة وكرامة الإنسان.

الجزائر بشعبها وبكل أطيافه ومهامه في ثورته المظفرة ،ثار بقلب يملؤه الإيمان وتربطه الوحدة من أجل التخلص من كابوس الظلم واسترجاع الكرامة المهدورة كل فرد كلف بمهمة عليه أداؤها ،ومع الإنسان كان للحيوان والنبات والصخور والجبال والوهاد والأمطار والثلج والأوحال مهمات مكملة. وكان للوحدة الفضل الأول في تحقيق المبتغى، وانتصر الشعب الجزائري على العدو الغاصب وانتصرت الشعوب التي سلكت نفس الطريق، وغزة وعموم فلسطين ولبنان والمناصرين لهما من محور المقاومة اليوم يسيرون بعـزم نحو الانتصار والحرية وقد أصبحا على مرمى حجر من تحقيق ذلك المبتغى،واليوم يعمل الشعب الجزائري وبقية الشعوب المتحررة على تعديل مسار حياتها وإصلاح شؤونها من أجل رفاهية غد الأجيال الناشئة. وما ذلك على الهمم العالية بعزيز. أحمد المقراني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق