دفءُ 'ديسمبر' يتحدّىٰ الصقيع
وهوَ يقبعُ في زاويةِ الليلِ نصلاً
شهرٌ معاقٌ
كقصيدةٍ حُبلىٰ
تنجلي أبياتُها بولادةٍ قيصريةٍ
لمحتُ بصيصاً مثقوباً
بدخانٍ ذي جفونٍ
كبرقِ شتاءٍ يلظّ
تجاعيدهُ مثل كَيِّ المياسمِ
يمتصُّ منِّي بقايا ارتشاف
رضيتُ أنْ أجترَّ أخيلتي
لتبعثَ في صهيلها رسائلَ الرياحِ
ثَمّةَ غبارٌ يحيطُ بي
وقلقٌ يسيّرني
حتّىٰ غدوتُ هباءً عذباً
يشتهي حججاً مائيةً
وبراهينَ بلا زعانف
بعيداً عن كلِّ الفضاءاتِ الجريحةِ
كي لا أصاب بامتعاضٍ طريٍّ
أو قلقٍ أعمى
فعندي ما يكفي
لاستقطابِ ألوانٍ أخرىٰ
كي أشاغلها
يموتُ النعاسُ من الاصفرار
ويتبرعمُ الاخضرارُ علىٰ شفتيهِ
بهواءٍ عَلَنيٍّ ورئاتٍ تتوجسُ
يطيرُ بلا أجنحةٍ
قبلَ أنْ تصفعني عيناه
فأنام
يهدهدني مطرٌ أعزل
وتوقظني شمسٌ بلا أصابعَ
ما كنتُ إذ انفلتَ الحبلُ
بقعرِ الانطواءِ منطوياً
لكنَّهُ صاغَ ليَ من قلبهِ لجاماً
حذّرني من الجموحِ
بيدَ أنِّي وجدتهُ منتفخاً
كاليابسةِ
متضخِّماً كزهورٍ لا تبيض
يتحدّىٰ بدفئهِ الواهمِ
طغيانَ الصقيعِ
ينتظرُ شمساً شاسعةً وجارحةً
ولكن مَنْ يفتح أبوابَهُ الموصدّة !؟
مَنْ يُجمّر صقيعه !؟
ليلُهُ دامسٌ
ونهارُهُ منزَوٍ في مخابئِ القتامةِ
يدورُ في أفلاكٍ قديمةٍ
لا عزاءَ لكَ
فاذهب إلى موتِكَ الذي يتكرّر
مصحوباً بالعافية .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق