وضعت كراسي صاحب الصفحات البيضاء ... و اخذت ادون بعض الملاحظات لأجل أن اكتب تلك الافكار المبعثرة بداخلي ....
حاولت ترتيبها ... و تجميعها ...
حاولت أن إجعل منها فكرة واحدة ...
و لكنها كانت عميقة بعمق هذا الوطن ... عنيفة بقوة عنف التضاريس المتضاربة على ارضه ...
لم أجد الشيء الذي أشتهيه بين هذه الكلمات ...
بقوة مزقت الورقة ... تمعنت فيها كثيرا ... ثم أخذت امزقها بتهذيب شديد .... كأنني أعتذر لها .. ربما أعتذر منها ...
لم في تلك اللحظة ما يحدث ... غير انني كزخات المطر ... ابلل ارض بيضاء ... لا شيء يسوقها .... لا تعرف المكر ... و لا الخداع .... تحب اللقاء ... و تمقت الوداع .... تحب ان يكون عليها الورود ... تحب ان تكون سحبها معطرة بالمودة ... بالكلمات الطيبة ...
ضعت مرة أخرى بين افكاري الحالة .. اخذت أجسد شخصية خرافية لا وجود لها ... محاولة أن أخلق حكاية جديدة خالية من الشوائب ...
الحياة المثالية لا وجود لها ... و لكني أحاول ان أصنعها في بيت الكلمات ... و على ارض الاوراق ...
كم جميل أن يكون لها عنوان يشبه صوت المطر ... و حياة خضراء مزركشة بمختلف ألوان الأزهار و الورود ...
هل من الصعب أن أشكل هذه الحياة التي تنبض بالحب و العطاء ...؟ هل من الصعب علينا أن نتغافل لأجل أن نمضي بثبات ؟
صرخة صاخبة تثير الضجيج بداخلي تمهلي ... تمهلي ... لا يمكن أن تكون الحروف كالواقع ....
في الواقع نحتاج إلى العقل أكثر شيء و إلا فإننا لا تستطع أن تواصل الركض فيها ...
و لكن هنا و أنت جالسة على مكتبك ... حاملة فنجان القهوة بين يديك ... تمارسين بعض الترتيبات الفكرية بهدوء ... يحق لك أن تعيشي تلك اللحظات الحالة .. و عليك تركها هنا عند الخروج من باب غرفتك ...
طروب قيدوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق