حلب
حلب ...........
هي حالة العشق الأبدية
هي حالة نحسبها نحن أهلها ( لا بأس ) نرجسية
هي حالة من أحلام ياقوتية سرمدية
من رحم التاريخ خرجت و باقية ليوم الأزلية
من قلب فجر الحضارات الأنسانية
أوقدت حلب نارا تشتعل ، لا تطفئ الا بكلمة ربانية
من حجارة قلعتها التاريخية
نأخذ ( نحن ) بناصية أقدم العصور الزمنية
عبق التاريخ و ترقيم الأزمنة يفوح نسائم عطرية
على أدراج قلعتها سكبت مياه ذهبية
تعتقت حتى صارت زمردية
حلب يا درة البلاد الشامية يا جوهرة الأرض السامية
في قلبها يرقد نبي الله زكريا عليه السلام
في جامعها الكبير يرقد ، بنته الخلافة الأموية
مئات الأزمنة مرت و أتت و ذهبت و بقيت هي أبية
كانت على جميع الأشرار و الأوغاد عصية
كل من أساء لحرمتها صار حالة مأساوية منسية
من مساجدها من كنائسها ..........
من مآذنها من نواقيسها ............
نسمع أصوات تمجد و تقدس المعتقدات الدينية
نستمد قوتنا من صدح أصواتها الذهبية
تدعونا ألى خالقنا ، لنعبده بطريقة سوية
تلك هي حلب .............
أرمان حلبا هليا بيريا هالام أرام صوبا و بيرهية
سموا ما شئتم و ما أردتم يا أهل الديانات السماوية
فهي الأمورية و الأرامية و السريانية و الأسلامية
من أراد رؤية صك التاريخ الأول .......
ليراجع نفسه و يعلم من أين أتت أول أبجدية
هناك حماماتها خاناتها ، أبواب قنسرين و أنطاكية
هي الشعر و الأدب و الطرب ..... فهل منكم من وعى
و هي أبن الغزي في نهر الذهب
و هي أبو الطيب المتنبي بكل قصائده الشعرية
و هي أبو فراس الشاعر الفارس و منها البحتري
و هي سليمان الحلبي و منها خير الدين الأسدي
و هي أبن اللبودي و منها الصنوبري
هي تغلب الأولى من و على القبائل العربية
هي ناصر الدولة و سيف الدولة و الدولة الحمدانية
هي مار مارون و سمعان العامودي
حلب معبر نبي الله أبراهيم الخليل عليه السلام
تمهيدا لبداية أنقاذ البشرية
للوصول للرسالة المحمدية
يا أمنا الشهباء ..............
من رحمك من أملك من حلمك ضممتنا بكل حنية
أرضعتنا كأم تتلوى على أبنائها بكل أمومية
تعطف علينا و تسامحنا ، تتمسك بنا و نتمسك بها
من خيرها تغدق علينا و تجعل مننا حالات بهية
من حناجر منشديها ..........
تصدح موشحات أندلسية و قدود حلبية
و يطرب الطير و الشجر قبل البشر
و بعوالم الزمان تجود كل نغمة و كل كلمة و كل وتر
حتى تصير سمائها تهطل خيرا و غيثا و مطرا
مهما ذكرنا هو غيض من فيض .........ا
و هو للأطفال عبرة و أول مستمسك خيط
ليعلموا أنهم في أقدم بقعة من الدنيا و في الدنيا
و أنهم ورثة لها و لقلعتها بكل أمل و فخر و عزة
أكثر من أثني عشر ألف عام و يبقى مئتين خذوها
حلب هي أول الدهر و أخر الدهر و أم الدهر
بها نعيش و بها نموت و منها نبعث من جديد .
صلاح محمد نانه / سورية / حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق