الاثنين، 9 يونيو 2025

يرحم الرحمن عهدا للدكتور أسامه مصاروه

 يرْحَمُ الرَّحمن عهدًا

إنَّني حتى وَإنْ كُنْتُ تُرابا

أوْ مِنَ النارِ وَأُلْبِسْتُ ثِيابا

لَنْ تراني أبْتَغي مالًا وَجاهًا

عِنْدَ أَنذالٍ وَلنْ أرجو ذِئابا 

ثُمَّ إِنّي عِنْدَ قوْلِ الْحَقِّ أغْدو

فارِسًا حُرًا ولن أخشى عِتابا

وأنا بالرَّغْمِ مِنْ عتْمِ الليالي

لمْ أكُنْ إلّا سِراجًا بلْ شِهابا

وَلِأَنّي كُنْتُ حُرًا وابْنَ حُرٍ

عِشْتُ لا أخشى طُغاةً أوْ صِعابا

عِشْتُ لا أهوى عميلًا بينَ قوْمي

بلْ وَلا أقْبَلُهُ حتى اصْطِحابا

ثمَّ أهْلي مُنْذُ خَلْقي عَلَّموني

يُؤْخَذُ الْحقٌّ نِضالًا وَغِلابا

إِنَّما الأَنْذالُ كُثْرٌ في بلادي

إنْ يكونوا أُمَراءً أوْ كِلابا

بلْ مُلوكًا إنَّما هُم عِنْدَ غَرْبٍ

عُمَلاءٌ وغَدوْا حتى ذُبابا

قدْ أهانوا مجْدَ قوْمٍ حينَ ذَلّوا

وعَثوْا في الأرضِ قتْلًا وَخرابا

زرعوا الأوكارَ والأَوْثانَ أيْضًا

ليْتَهُمْ قدْ خضَّروا الأرضَ الْيبابا

أيْنَ يا ناسُ نرى حشْدَ الذُّبابِ

وَلَهُ بالْفِعْلِ تزْدادُ انْجِذابا

لا تّظُنّوا الْقَصْرَ سُكْنىً ومَقاما

هلْ نرى في الْقَصْرِ يا ناسُ دَوابا

إنَّها تَأْنَفُ مِنْها بلْ وَمِنْهمْ

ليسَ هذا الْقولُ ذَمًا أوْ سِبابا

ليسَ هذا افْتِراءً دونَ حَقٍ

أوْ لِأنّي رُبَّما أشكو اضْطِرابا

إنَّ مَنْ يقْبَلُ حكامًا عبيدًا

عِنْدَ غَرْبٍ قدْ أتَوْا حتى اغْتِصابا

مِثْلُهُمْ عبْدٌ لِعَبْدٍ عِنْدَ غَرْبٍ

وعَبيدُ الْغَرْبِ يَخْشَوْنَ الْعِقابا

قدْ غزا الْغَرْبُ بلادي وَتَجنّى

ثُمَّ ظَلَّ الْغَرْبُ ظُلْمَا وانْتِدابا

ثُمَّ جاءَ الْغَزْوُ مِنْ داخِلِ أرْضي

مِنْ بَني قوْمي يُجيدونَ الْخِطابا

فَطَغوْا مثْلَ تَتارٍ ومَغولٍ

وَأَذاقوا الأهلَ قتْلًا واغْتِرابا

يا تُرى ماذا يقولُ الْعَبْدُ ماذا؟

وَعلى الْعيْنيْنِ قدْ ألْقى حِجابا

مَنْ تَربّى عِنْدَ أقدامِ الأَعادي

سوْفَ يبقى أَبَدَ الدّهرِ مُعابا

وَكما قالَ وَما زالَ يقولُ

هُمْ حماةُ الْعَرْشِ لوْلاهُمْ لَذابا

كُلُّ ما تحْتَ الثّرى ملكُ لِغَرْبٍ

فَبِلا أجنادِهِمْ يُمْسي سرابا 

وَيْلَكُمْ تَبًا لكُمْ أهْلَكْتُمونا

انْتِكاسًا واقْتِتالًا واكْتِئابا

تنْثُرونَ الْوَرْدَ في وجْهِ الأَعادي

وَعَليْنا إنْ صَرخْنا فَحِرابا

وإذا ما الذِئبُ للْوَكْرِ دَعاكمْ

كانَ أمْرُ الذِئْبِ بالطَّبْعِ مُجابا

وَترى الأغْنامَ لا ترْفَعُ عيْنًا

وَإليْهِ الْمالُ ينسابُ انسيابا

وإذا ما احْتاجَ مالًا ما عليْهِ

غيرُ أنْ يسْعى ذهابًا وَإيابا 

يرْحَمُ الرَّحمنُ عهدًا كانَ فيهِ

أمرُنا بلْ بَأْسُنا دوْمًا مُهابا

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق