طَالِبُ العَيْشِ
""""""""""""""""""""'""
سَكِّنْ فُؤَادَكَ لا تَذْهَبْ بِهِ الفِكَرُ
مَاذَا يُعِيدُ عَلَيْكَ البَثُّ وَالحَذَرُ ؟
وَازْجُرْ جُفُونَكَ لا تَرْضَ البُكَاءَ لَهَا
وَاصْبِرْ فَقَدْ كُنْتَ عِنْدَ الخَطْبِ تَصْطَبِرُ
إِنِّي ابْتُلِيتُ بِأَنْوَاعٍ مُنَوَّعَةٍ
مِنَ الهُمُومِ وَكَادَ القَلْبُ يَنْفَطِرُ
عَمَّ ابْتِلاءٌ وَمَا مِنْ نَكْبَةٍ أَبَدَاً
عَنَّا سَتَمْضِي وَكُلُّ العُمْرِ نَعْتَصِرُ
جُوعٌ وَفَقْرٌ وَحَاجَاتٌ لَنَا سُلِبَتْ
وَلُقْمَةُ العَيْشِ فِيْهَا المَوتُ وَالعِبَرُ
فِي كُلِّ يَومٍ أَرَى فِي غُرْبَتِي أَلَمَاً
تُسَابِقُ العَصْرَ وَالجُّهَّال تَأتَمِرُ
صَارَ الجَّهُولُ أَمِيرَاً فَوقَ مَمْلَكَةٍ
وَطَالِبُ العَيْشِ فَوقَ الأَرْضِ يَحْتَضِرُ
رِضَاكَ عِنْدِي أَمَانٌ أَسْتَجِيرُ بِهِ
إِنْ ضَاقَتِ الأَرْضُ وَالأَيَّامُ وَالفِكَرُ
دَعْنِي أَعُودُ إِلى أَرضٍ نَشَأتُ بِهَا
فَمَرْجِعُ المَرْءِ لِلأَوطَانِ يَنْحَصِرُ
قَدْ طَالَ هَجْرِيَ وَرَأسِي كَادَ يَنْفَجِرُ
وَمَزَّقْنِيَ ذِي الأَحْشَاءُ وَالوَتَرُ
إِنْ كَانَ ذَنْبِيَ أَنِّي عَائِدٌ حَرَجَاً
يا وَالِدَيَّ فَفِي الحَالَيْنِ أَعْتَذِرُ
لَو كَانَ أَمْرِيَ كَانَ الأَمْرُ مُخْتَلِفٌ
فَوقَ اصْطِبَارِي، وَقُلْتُ العُمْرَ يَقْتَصِرُ
لٓكِنَّمَا اللهُ يَقْضِي الخَيْرَ أَجْمَعُهُ
وَحِكْمَةُ اللهِ فَوقَ الخَلْقِ تُعْتَبَرُ
لَقَدْ صَبِرْتُ وَضَاقَ الصَّبْرُ في جَسَدِي
ثُمَّ اخْتَنَقْتُ كَأَنَّ النَّفْسَ تَنْدَحِرُ
حَتَّامَ أَبْقَى عَنِ الأَوْطَانِ مُغْتَرِبٌ ،
وَرَاحَةُ النَّفْسِ وَالأَحْلامُ تَنْكَسِرُ ؟
الشاعر محمد طارق مليشو
الشارقة ٥ يوليو ٢٠٢٥ م