همس البداية ...
قال هل لي بأن أكلّم نبضك ؟
قالت مرحبا وهل لي بقلبك ؟
قال ما أجمل الذي فيك صوت
حين نادى الحنين كنت بجنبك
قالت صوتنا غناء الليالي
إن أتى منك صار نجما بقربك
قال في نبرة الحروف رؤى تسري
كأنّي أطوف في ظلّ حبّك
قالت من أنت؟ ما الذي فيك يشدّ
الخطى نحوك الآن ما سرّ دربك ؟
قال أنا المستريب من صمت عمري
حين جئت ارتوى الصدى من عروجك
قالت ألك في الهوى طريق قديم ؟
قال بل في اللقاء بدأت بسربك
قالت يا من تحيي الكلام بنبض
ما الذي فيك هل أنا من جنونك ؟
قال لا أنت حكمة القلب سرّا
كيف للماء أنْ يجادل نبعك ؟
قالت هل في العيون صدق غرام ؟
قال بل في السكوت والنبض قربك
قالت كيف يكون حبّ بلا وقت
ولا موعد ولا حتى مسبقك ؟
قال ما العشق إلّا ارتجافة روح
حين يلقاك لا يسير لدربك
بل يحلّق فيك لا في الزمان
ويصير المكان قلبا بصدرك
قالت أهذا هو الحبّ أم أنّنا
في سراب كمن يراوغ سحبك ؟
قال الحقيقة أنك أجمل وهم
كلّه صدق حلم يسري برفقك
قالت ما كنت أعلم أنّ غريبا
يملك الروح ثم يمشي بلحنك
قال بل أنت في القصائد معنى
ما كتبت الحياة إلا لوجدك
قالت هل كنت تحلم بي طويلا ؟
قال بل كنت أنت حلمي وصحوك
أنت صمت الزمان حين تجلّى
أنت ما كان في الحنايا بوحك
قالت إنّي أخاف من نار عشق
قال من لا يحبّ لا يعرف حرقك
الهوى نارنا فلا تترددي
هو جنّة إن كنت في حسن شربك
قالت وماذا إذا افترقنا غدًا؟
قال يبقى الهوى معي في طريقك
إن تغيّبت، صرت ظلّي وذكري
ويعيش الندى طويلا برمشك
هكذا ابتدأ العناق بكلمة
ثمّ صار الدروب فيك وفيك
كلّ عشق بدأ بنبض صغير
ثمّ صار الحياة في وهج حبّك ...
بقلمي : معز ماني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق