ظل النفس
***
أدركت اموراً عن كِـبر
ليتني يوما لم أدركها
أدركت أن سواد العين
يصل احيانا للقلب
وكنت عهدته شفافا
أدركت أن هناك بحار بلا شطآن
وأنهار ليس لديها ضفاف
وعرفت كثيراً إلا نفسي
آه لو أني أعرفها
ما سلكت طريقآ مسدوداً
ولا أبحرت بلا قارب ..
احمل رايات استسلامي
وقلب من غدهِ خائف
***
رأيتُ من تُظهر وداً
شوقاً معسولاً وحناناً
حتي وإن كان الرأي مخالف
تمنحك الحب ولوعاته
كحنو الأم علي الأبناء
لا يعنيها رسم الوجه
ولا تعنيها الأسماء
روحا مع روحك تتآلف
تنصب بالغي شِراك هواها
لصيد يصبح من أسراها
فإذا نجت منها فريسة
تتبدل تلك المزعومة
بسهام الغدر المسمومة
وخداع الأقنعة الزائف
لكيان من جنس مخالف
***
أرهق قلبي ما أدركت
عذبني ما في الناس رأيت
أموراً عشت بها زمناً
والآن أنا منها خائف
أتري ما أدركت يحطمني
أم يُخرج ذهبا مثقولاً
وأميراً كان معذولاً
يرجع بجواد الحرية
يحلم بأرض عذرية
الكل فيها متآلف
هذا ما سوف نعرفه
في لقاء قادم نرقبه
في قصيد آخر ننظمه
بحرف وكلام هادف .
من كتاب(خريف العمر)
علي درويش