باب الحبّ الإصطناعي ...
تنكّر الحبّ في الأوهام مصطنعا
وضاع صوت الصّفا في ضجّة البلد
تشابهت وجهة الأحباب مقنّعة
فلم أعد أفرّق القلبين من جسد
قناع ودّ وقلب لا محبّة فيه
بلى يسافر في نهب وفي كمد
مشاعر سلّعت في السّوق قائمة
تباع مزحا كأرداف وكالعضد
والورد يذبل قبل اللّمس في يدنا
والقلب يترك أشلاء بلا عمد
وكم تجمّلت الأعيان مبسمة
وفي دوخلها ناب من الأسد
قد يصفع الوجه كفّ كنت تحسبها
حصنا ومأمن روح طاهر نقد
والصّحب تلهو ولا يغشاهم وجل
يبيع كلّ امرئ صحبا لمبتغد
تفاهة العصر تخفي وجه صاحبها
والعقل يقصى وقد ضاعت معاه هدى
إذ الحقيقة أوهام ملفّقة
والوصل مكسور عريا قبل أن يعد
يا أيّها الحبّ من أطفأت نبرته
وصرت في عصرنا تجارة النّقد
أحبّة يبتغون الوصل وؤقّتة
ككأس خمر يرى في لهو مفتتد
تسقي القلوب ولا تبقي عليها دما
ثمّ ارحلوا إنّما الأهواء في غد
أيا قناعا يغطّي وجه حامله
كم ذا تخادع قد ضاعت معك بلد ؟
وحين يسقط ذاك السّتر تنكشف
حقيقة الوجه تأويل لمعتمد
فلا تغرّنك الأثواب زاهية
فتحتها كلّ جرح غامض وصد ...
طوق الحمامة 2025
الباب الأخير
بقلم : معز ماني .