لما زار قريتنا......الوزير !!
زار قريتنا الوزير....
فاجتمع اليه الوالى .....
والعمدة ....وكبار القوم......
وجمع غفير.....
قال الوزير.....
بعد ان شبر خطيبا......
وبعد ان ضرب قبضته عل الطاولة .....
يستعرض انجازا فى القرية.....
انجازا وحيدا......
منذ معركة التحرير.....
يذكره فخورا , عند زيارته , كل وزير !!.....
قال الوزير :
من منكم مازال يشكو فقرا.....
او نقصا......او هو يخشى ان يقع على راسه....
وعلى رؤوس اطفاله ....بيته الحقير .....
فانى اخشى الله.....ولوم الضمير ؟ !!!...
نتحتح العمدة .....
وقال بصوت واثق قرير :
امور قريتنا عال العال .....
يا معالى الوزير.....
فقط , نحتاج الى منتزه .....
ليلهو الكبير ....والصغير.....
ونحتاج ....الى ملعب تنس.....
كي نحصل على بطولة الوطن الكبير !!!....
تهلل وجه الوزير انشراحا......
وحمد فى سره ....الله القدير !
لكن احد شيوخ القرية ....
بقي من عمره اقل مما مضى .....بكثير......
ما عاد يهمه احراج او كلفة .....
او عذاب مرير .....قال :
يا معالى الوزير.....
اطفالنا مازالو ا يعانون , فى رحلتهم الى المدرسة ,
الصقيع والامطار ....وقد يجرفهم الماء......
او يقع السقف على رؤوسهم.....
فيكون الانقطاع, ارحم من باس هذا المصير .....
وشبابنا عاطل وان تخرج.....
فبين المقهى والمقهى .....مقهى .....
او هو الى ملاجىء اوروبا.....
يبحر او يطير !
يا معالى الوزير .....
العيش صار صعبا....
والاسعار .....لحقها اللهب .....
مواد مفقودة ....
من الدواء ....الى السكر.....الى القهوة......
الى الفولاذ......الى الذهب !....
واحتكار الكلاب ....هو السبب....
هو ذا واقعنا ....دون تزويق ...او كذب.....
جعل بلادنا منذ دهر.....فى مطب .....
قطب الوزير....واوما براسه متفهما.....
ثم قال :
مطالبكم واقعية ....لا تثير العجب....
واصل البلية انه ....
كان فى بلادنا ادمغة فاسدة....
واياد ملوثة......تنهب.....
سارفع وضعكم الذى هو مدعاة .....
لكثير من التعب ....من النصب !
ثم غادر الوزير.....متجهما.......
نادما على انه خال الوفاض ....لقريتنا .....
قد .....ذهب !!!!!!!........
عزالدين عبد الحميد العاشمى