حين يتجمّل الحياء وتتعطر العفّة
الحياء في الأنثى ليس ضعفًا، بل هو الهيبة التي تُخيف الرذيلة قبل أن تقترب منها. هو الستر الذي يغنيها عن كل زينة، والنور الذي يفضح النية السيئة في عيون المتطفلين. الأنثى التي تتحلى بالحياء لا تحتاج إلى درعٍ من كلماتٍ أو سيوفٍ من حجج؛ يكفيها صمتها المليء بالوقار ليعلّم العالم حدود الأدب.
أما الاستحياء، فهو ذلك الخيط الرقيق الذي يربطها بنفسها، فلا تسمح لأحد أن يقتحم حرمتها النفسية أو الجسدية. لا تستحي لأنها تخاف، بل لأنها تعرف قيمتها، وتدرك أن الورد لا يفتح قلبه لكل من مرّ به.
في زمنٍ تُقاس فيه الجرأة بمستوى الانكشاف، تبقى تلك التي تستحي وتحتشم أجمل من ألف متبرجةٍ تصرخ بالفتنة. فالحياء تاجٌ لا يُشترى، وعفّة الأنثى ليست وصاية أحد، بل قرارُها الحرّ بأن تكون كما أراد الله لها: كريمةً في حضورها، رفيعةً في أخلاقها، نقيةً في نيتها.
رَنا الحَيَاءُ فزادَ وَجْهَكِ بَهْجَةً
كالبَدْرِ تَزْدَانُ السَّمَاءُ سَنَاءُ
ومَشَى الوَقارُ عَلَى خُطَاكِ تَهَيُّبًا
فَتَحَيَّرَتْ مِن حُسْنِكِ الأَشْيَاءُ
يَغْنَى الحِجَابُ بِمَجْدِ خُلُقِكِ وَرْعَهُ
فَكَأَنَّهُ نُورُ الصَّفَا رِدَاءُ
لا تَسْتَحِينَ مِنَ الحَيَاءِ تَصَوُّنًا
بَلْ كُلُّهُ مِنْ وَجْنَتَيْكِ يَسَاءُ
عِفَّةٌ تُعَلِّمُ كُلَّ أُنثَى سِرَّهَا
إِنَّ الحَيَاءَ لِمِثْلِهَا الإِطْرَاءُ
✍️ محمد زيد الكيلاني