الخميس، 13 نوفمبر 2025

Hiamemaloha

موال في أخر الليل للشاعر عطالله قطوش

 [  مَوَّال في آخر أللَّيل  ]

غَنَّيت طَيفكِ في الذِّكرَى فَغنِّنيني

ظَمئتُ فيكِ وَما إلَّاكِ يَروِيني 


لا زِلتُ عُود الهَوى ما شَابه عَور

خَفق البيارقِ أو عَبقُ الرَّياحينِ


الرَّسمُ رسمكِ في الآفاق سَارية

والرَّسم رسمكِ في وَهْج الشَّرايينِ 


يا ربَّة الحُسن كم للحُسن من ألقٍ

يُعطِّر الصُّبح من حينٍ إلى حينِ


خُذي من العَهد ما شَاقَ الوفاءُ له

أحلَى الحلاوة أو سُمَّ الثَّعابينِ


خُذي الحَنينَ إذا ما البُعدُ باعَدنا

وَخُذي النُّسُور وآلاف القَرابينِ


لا تَسأليني إذا ما قُمتُ زَوبعةً 

بل إسأليني إذا تَاهَت عَناويني 


إنِّي كما تَعزف الأطيار أُغنية

أو زُرقةَ البحر أو أجراس حطِّين


لا شيءَ يَخبُو إذا طَاشَت بَنادقهم 

لا شيء يغفو على صَوت الطَّواحِينِ 


هَيهات يا وردةً في النَّار ما اشتَعَلت 

أن يَرتوي بالظَّما ما كان يَرويني 


خَلِّي القَوَافي بخيلِ الصُّبح سَارحةً 

خَلِّي الحَرائق زاداً للمُحبينِ 


إنَّ الطَّواغيتَ لا تثني سواعِدَنَا 

ولا الدُّهاة ولا كلَّ المُرابِينِ 


الشَّهدُ حَنظلهم إن طال لَيلُهموا

والحنظل الشَّهد في لَيل الزِّنازينِ 


هيَّا اكتُبيني إذا شاءَ الهَوى جَمراً 

أو فَاكتُبيني حَليبَ اللَّوزِ والتِّينِ


إن تُشهري السَّيفَ سيِّجنا الحِمَى مُهجاً

أو تُغمديه فما يَكفيكِ يَكفِيني 


إنِّي بِحبُّكِ نيران مُقدَّسة

لو أحرَقُوني بها فالحبُّ يطفيني 


صبَّان إنَّا بكأسٍ فاضَ في يَدنا 

أسقِيكِ كأس الهَنا أم أنتِ تسقيني 


إن تَسألي ما الوَفَا قُلتُ بنادقنا 

أو تسألي ما الهَوى قُلتُ الهَوى دِيني 


يا أنتِ يا ظَبية في خَاطري نَفرَت

أقسُو إذا ما قَسوا وألينُ في اللِّينِ


إن يَسلُبوا القُدسَ يا قَلبي وَتُنكرُهَا 

لا أنتَ قَلبي ولا أنا فِلسطيني 


بقلم الشاعر الفلسطيني عطالله قطوش

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :