نَبْضٌ يَعْبُرُ الحَدَّ
أَمْشِي،
وَيَتَّسِعُ الطَّرِيقُ تَحْتَ قَدَمِي،
كَأَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّنِي لَنْ أَرْجِعَ.
أَرْفَعُ صَوْتِي،
فَيَرْتَجِفُ صَدَفُ الصَّمْتِ،
وَيَنْفَتِحُ بَابٌ لِلرِّيحِ وَالجَسَارَةِ.
أَقُولُ: لَسْتُ ظِلّاً،
وَلَسْتُ وَجْهاً يُقَاسُ بِمِقْيَاسِ أَحَدٍ،
أَنَا خُطُوطُ النَّارِ فِي لَيْلٍ يَتَوَهَّجُ.
أَقِفُ،
فَيَنْهَضُ فِي دَاخِلِي جَيْشٌ مِنْ نَبْضٍ،
يَسْقُطُ مَعَهُ كُلُّ وَهْمٍ كَانَ يَظُنُّهُ عَالِمِي قَيْداً.
أُعَانِقُ الْمَسَارَ،
وَأَخْتَارُ صُعُوداً لَا يَعْرِفُ إِلَّا الهَيْجَاءَ،
وَلَا يَهْتَزُّ إِلَّا لِصَرِيخِ الحَقِّ.
وَإِنْ جَاءُوا يَسْأَلُونِي:
«مَا اسْمُ هَذَا الثَّوْرَانِ؟»
أَقُولُ: هُوَ أَنَا،
هُوَ مَا يَنْطَفِئُ،
وَمَا يَتَّسِعُ،
وَمَا يُقِيمُ دَوْلَتَهُ فِي صَدْرِي.
هَذَا طَرِيقِي،
وَهَذَا صَوْتِي،
وَهَذِهِ رَايَةٌ لَا تَنْحَنِي؛
فَإِمَّا أَنْ أَعْبُرَ هَذَا العَالَمَ مُتَّقِدًا،
أَوْ أُشْعِلَ لِلْعَالَمِ طَرِيقًا يُشِبُّ مِثْلِي.
بقلم: خالد عيسى