تخميس لقصيدة امرء القيس
(قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ)
تَلَبَّسنِي خَطْبُ اللّيَالِي لِيَبْتَلِي
وَأنْهَكَ طُولٌ في المَسَافَةِ أرْجُلِي
أمَامَ النًوَى فَرْدًا أصَابِرُ مَعْزِلِي
(قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ)
(بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْملِ)
بِنَفْسِيَ ذِكْرَى في الخَيَالِ أضُمُّهَا
وَلَهْفَةُ مُشْتَاقٍ تَبَخّرَ حُلْمُهَا
وَلِلْخَافِقُ المَحْمُومِ مَا لَاحَ نَجْمُهَا
(فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها)
(لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ)
بُيُوتٌ أقَامَتْ تحْتَ القِلَى وَحَصَاتِهَا
وَبَاتَتْ لِسُوء الحَالِ رهْنَ سُبَاتِهَا
إذَا مَا مَدَدْتَ الطّرْفَ بَيْنَ رُفَاتِهَا
(تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَا)
(وَقِيْعَانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُل)
خَيَالٌ منَ المَاضي بِهِ أتَغَزّلُ
وَصَدْمَةُ عُمْرٍ بالأسَى تَتَنَزّلُ
وَدُورٌ عَلَى أصْحَابِهَا تتزلزل
(كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا)
(لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ)
تنَادوْا فلمْ يُصْغِ المَكَانُ نَجِيَّهُمْ
وَصَمْتٌ عَلَى الأطْلَالِ بَثَّ دَوِيَّهُمْ
فَأفْرَغَ مِنْ بَعْدِ التّزَاحُمِ حَيَّهُمْ
(وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُمُ)
(يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّلِ)
وَهَلْ بَيْنَ أحْزَانِي لِمِثْلِيَ طَاقَةٌ
وَمَا عَادَ في وَجْهِي تَشعُّ طَلاقَةٌ
فَما لِي مَعَ الصّبْر الجمِيلِ عَلَاقَةٌ
(وإِنَّ شِفائِي عَبْرَةٌ مُهْرَاقَةٌ)
(فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ؟)
بقلمي : عماد فاضل (س . ح)
البلد : الجزائر