ليلٌ.. وشتاءٌ.. وأنتِ
أيتها الثلوجُ البعيدة..
هل تنزلين من جفنيّ؟
المدينةُ التي عرفتها
بين ضلوعي
تصيرُ نافذةً لنجمةٍ
في آخر الليل..
والليلُ شراعٌ من رمادٍ
وأنتِ الريحُ..
حين تدورُ الأرضُ في كفّي
أذكرُ أنني زرعتُ غيمتي
بندى شفتيكِ
فأنبتتْ وردةً من حنينٍ
وحمامةًمن صمتٍ..
الشتاءُ هنا..
في صوتي
وفي حنين الزجاجِ إلى الضبابْ
لكنّ دفءً ما
يصنعُ من قلبي مرآةً
تعكسُ فجراً لم يأتِ بعدْ..
أنتِ.. كما الليلُ الطويلْ
لكِفي أوتاري برودةُ النايْ
وللكلامِ حرارةُ القهوةِ الباقيةْ..
نحنُ.. ونورٌ هاربٌ
من ساعاتٍ غاضبةٍ..
نحنُ..وحلمٌ..
يخيطُ من صمتينا
ثوبَ عرسٍ للضياءْ..
هيفاء بن مفتاح
تونس