(((طيف البراءة)))
كلما هطل المطر
تفتح في صدري نافذة
تدخل منها رائحة الأرض المبتلة
وصوتك الذي لم يتعلم بعد التردد
كنت تجري خلف الفراشات بلا هدف
تضعين تاجا من الياسمين
فوق رأسك
وتكتبين أسرارك على زجاج النافذة
بأصابعك الصغيرة التي لم تعرف الخيانة
يا طفولتي الغافية تحت الرماد
كم كنت تشبهين بذرة الشمس
تنبت في أي تربة
وكم كنت قوية
بضعفك الذي لا يعرف الإستسلام
أرى ظلك اليوم
يمشي إلى جانبي في الشارع
يتوقف أمام ألعاب الأطفال
وينسى أننا كبرنا
كلما مددت يدي لأمسك بك
تتطايرين كريشة في مهب الريح
كأن الحياة تخشى أن تعود إليها البراءة
ارجعي ولو في حلم
ليس لتبني عالمنا من جديد
بل لتعلمينا كيف كنا
نصنع من حفنة تراب بيتا
ومن نظرة أمنا وطنا
الطفولة لم تكن زمنا مضى
بل هي الجذور التي ما زلنا
نحملها في قلوبنا
كالنجوم تحمل نورها
حتى في أحلك الليالي
سعدية.عادل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق