بقلم مريم محمد المهدي التمسماني
من بين زحام دروب وطني
رمقني من بعيد
وجاءني مبهورا
سالني :
من اين انت
ايتها البهية
بطلاقة اجبته
انا عربية مغربية
امي اندلسية
جدتي من قرطبة
وجدي الاكبر من الشام
ميلادي شاطئ طنجة
بحر طنجة
اتدري ايها السائل عني
ان بحر طنجة
لا يشبه باقي البحور
لقد شهد زمن الفتح و الانتصار
شهد الزلاقة و الارك
واستقبل اهلنا بعد السقوط
وعاصر محاكم التفتيش
الم اقل لك ان بحر طنجة
لا يشبه باقي البحور
اتدري ان شاطئ طنجة
يتلو في اليوم الف قصيدة من الرثاء
ويسبح للتاريج بسبحة خرزها الماء و الطين
يتلو مع الامواج اسماء الله ليلا نهارا
لقوارب العار والموت
ايها السائل عني اتدري
ان بحر طنجة ملاذ للغجر
ملجا للمتسكعين
بين الاقطار
لعابري السبيل
ايها السائل عني اتدري
ان سفينة نوح بعد الطوفان
دارت لفت
حول كل المرافئ
كل المرافئ غرقت وانقضت
الا مرفأ طنجة وحده
استقبل السفينة
بشدو العصافير
طين جاء...طين جاء
فكانت الاسطورة
طنجة...
اتدري ايها السائل عني
ان طنجة استقبلت حانون
بالحليب و التمر
طنجة الاسطورة
طنجة ...سيدة الكون
مريم محمد المهدي التمسماني
طنجة المغرب