الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

Hiamemaloha

أتذكرين
بقلم محمد أبو رزق 

أتذكرين حينما كنا نجلس تحت الخميلة
والرّيح تهدهد خصلات شعرك الجميلة
والفراشات تبارك لحظتنا الوديعة الرائعة
كنت لك القمر وكنت شمسي الساطعة
كنا كملكين في جنة رحبة وارفة الظلال
وكنت يا أميرتي تمرحين فيها كالغزال
****************
أتذكرين يوم داوينا الجرح بالضحكات
وملأنا الفراغ المتعب بدفئ الهمسات
وغنينا للعصافير والبحر أغنية الشجى
حتى نام الحب على كفينا وسجى
يوم زرعنا في عمرينا حديقة الورد
فتلاشى الخريف وجاء الربيع بلا وعد
*************
أتذكرين الضفة والوادي ومنعرجات الزقاق
والمرج الأخضر والأريكة وتلك الآفاق
هناك كان المطر يغسل وجهينا كلّ صباح
وهناك كم عطّرَنا الربيع بالنسيم وزهر التفاح
كم حلمنا ورسمنا خيالات في الذهن بلا حدود
ومددنا شواطئنا وسبحنا في عوالم بلا قيود
وسطّرنا عهد الطفولة والصبا وزمن الشباب
وكتبنا اسمينا على الحجر والشجر والأخشاب
***************
أتذكرين الأرجوحة المعلقة وشجرة الزيزفون
والمرتع الخصب والساقية وأشجار الزيتون
والناعورة وزقزقة العصافير على الأغصان
وأزهار الجلّنار والسوسن وروعة المكان
عالم من السحر والجمال لم يشهده خيال
فيه تصنع قصص للحب لم تخطر على بال
هناك حيث كنا نلتقي كلّ صباح وعند المساء
نحكي نلعب نضحك نغضب ويغمرنا الرواء
***************
لكن يوما حزينا لم يكن كسائر الأيام
كان الجو كئيبا والسماء يكتنفها الغمام
كان الصمت مطبقا والخميلة مطرقة حزينة
والطيور صامتة والمكان تلفّه السكينة
بحثت يومها عنك فلم أعثر لك على أثر
كنتِ كوهم طار وطيف ذاب وتبخر
كالمجنون كنت أسائل الخميلة وذاك المدى
إنها رحلت رحلت..صوت ردّده الصدى
يومها حزنت الخميلة وسكتت كل العصافير
يومها توقفت الناعورة وكف الماء عن الخرير
يومها وبعد رحيلك أميرتي تيبّس وجودي
تصوّح بستان عمري وماتت كلّ ورودي
يا قميص يوسف جرحت وداويت يعقوب
يا قلبي المكلوم من لي بصبر أيوب
حزني بركان ثارت شظاياه نار وإعصار
ألمي مسامير نبتت توخز قلبي ليل نهار
**************
ومرّت الأعوام تترا ولا زلت أتذكر
ذكريات فاتت وكانت فلتة من العمر
إيه يا ذكرى طويت في عالم الغيهب
لازال نبضها في قلبي حيا لم ينضب
واليوم أبعثها لك مع أشواقي المرسلة
علّها تذكرك بقصة كنت فيها أنت البطلة
فهل تذكرين يا مشوّقتي أم لفّك غبار النسيان
وهل لازلت يا أميرتي حيّة أم طواك الزمان
محمد أبورزق

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :