الثّريّا (66)
توأمان
بقلم الدكتتور بسام سعيد
قلبان توأمان تستوطنهما الورودُ
والأزاهيرُ
الحبقُ والقرنفُلِ والرّياحينُ
تطرحُ عبيرَها الكونيّ
يبلغُ شذاها منتهى الدّروب والآفاق
القريبةِ والقصيّةِ
***
توأمان
ينبضانِ بالحبِّ السّرمديّ
لا يكلّان الكلامَ الجميلَ
يحدوهما الحنينُ
والشّوقُ المُستدامُ
***
يُرنّمانِ للضّوءِ ونسمةٍ عليلةٍ
توقظُ القلوبَ الغافيةِ على جمرِ الوجدِ
في زمن الجوعِ
والقحطِ
والحصار
***
قلبان بلونِ حمرةِ شقائقِ النُّعمانِ
يحكيان حكايات العاشقين
منذُ بدءِ الزّمانِ إلى منتهى الزّمانِ
يُسبّحانِ بحمدِ الحبيبِ
يصلّيانِ
يركعان ويسجدان
***
تباركا في همسهما المأهولِ
بالودِّ الأصيلِ
خافقان يجودانِ بالوصلِ المُبارَكِ
آناء الّليلِ وأطرافَ النّهار
يضخّانِ الدّماءَ الزّكيّةَ في العروقِ
يُسبّحانِ بحمدِ الحبيبِ ويشكُران
***
قالت العرّافةُ ذاتَ يومٍ:
القمرُ للثّريّا
كما النّجمةُ لِحارِسِها الّليليِّ
في سماءِ كنعانَ المهيبة
كما الورودُ للفراشاتِ العاشِقاتِ
لضوءِ النّهارِ
كما العاشقينَ للعاشِقاتِ في الفصولِ كُلِّها
على مرّ الأزمان والعصورِ
والأيّام
د. بسّام سعيد