((…مواسمُ القتلِ… ))
بقلم الشاعر عبد الرزاق الأشقر
كالشَّارعِ المهجورِ قلبي مقفرُ
و كنبتةِ الصَّبّارِ شوكي أخضرُ
و دمي على كلِّ التُّرابِ مضرجٌ
و غدَتْ دمائي في بلادي تزهرُ
معصوبةُ العينينِ تلقيني إلى
نارٍ بأخدودٍ عليهِ العسكرُ
في أيِّ باديةٍ أجوبُ كأنني
رحَّالةٌ ذرعَ الفلاةَ يدوِّرُ
يقتاتُ حنظلَها و يعرفُ مرَّهُ
مَنْ كانَ حرَّاً بالمرارةِ يشعرُ
عرفَتْ أحاسيسَ القصيدِ رمالُها
و عذوبةُ الإيقاعِ فيها تسحرُ
و تلوذُ منْ سحرِ البلاغةِ خفيةً
و يدندنُ الإيقاعَ فيها المزهرُ
و كأنَّها مثلي تقلَّص ظلُّها
و اسمرَّ فيها برعمٌ متخثّرُ
يأتى إليها القيظُ كيف تخيطه
ثوباً و في نيرانِهِ تتزنَّرُ
أيقظتُ فيها شقوتي فتمنّعَتْ
كالظَّبي منْ كلِّ الصَّياصي ينفرُ
و الآلُ في الصَّحراءِ مثلُ بحيرةٍ
لكنَّهُ في الشَّامِ دمٌّ أحمرُ
بلدي هيَ الأيَّامُ مرَّتْ منْ هنا
مزهوة ً ، طاوسُها يتبخترُ
أسرجْ خيولَكَ يا مهلهلُ إنَّنا
بالثأرِ منهوجونَ كيفَ سنظفرُ
ما بيننا جسَّاسُ يفعلُ فعلَهُ
حتَّى تظنَّ بأنَّهُ متقيصرُ
مرَّتْ علينا الحادثاتُ فلمْ نُفِقْ
و الليلُ أطبقَ و الرجالُ تبخَّروا
سبعٌ منَ الويلاتِ طالَ نهارُها
و الماكثاتُ بذي الليالي الأشهرُ
ضاقَتْ بلادُ العُرْبِ منْ إيوائِنا
فحدودُها لجدودِنا تتنكرُ
كنَّا المياهِ و كانَ يُخشى ماؤُنا
و الغارقاتُ على الزَّمانِ الأبحرُ
قدْ فارَ تنورٌ و لا جودي لنا
و سفينةُ الأمواتِ ظلَّتْ تبحرُ
و الغوطةُ الغرَّا لحومُ صغارِها
نضجَتْ و لمْ ينضجْ قرارٌ مثمرُ
و بإدلبَ الخضراءِ زيتوناتُها
جمرٌ فكيفَ الجمرُ فيها يعصرُ
وبحمصَ غيمُ الحقدِ فوقَ سمائِها
أشواظَ نارٍ بعدَ ذلكَ تمطرُ
سحبٌ تُقلُّ القتلَ ما زالَتْ تفي
بمواسمٍ ثرَّى و لا تتأخَّرُ
و الشَّارعُ المهجورُ قلبي لمْ يجدْ
طفلاً يمرُّ و لا كبيراً يعبرُ
عَبْدُالرَّزَّاقِ الأْشْقَرُ.
بقلم الشاعر عبد الرزاق الأشقر
كالشَّارعِ المهجورِ قلبي مقفرُ
و كنبتةِ الصَّبّارِ شوكي أخضرُ
و دمي على كلِّ التُّرابِ مضرجٌ
و غدَتْ دمائي في بلادي تزهرُ
معصوبةُ العينينِ تلقيني إلى
نارٍ بأخدودٍ عليهِ العسكرُ
في أيِّ باديةٍ أجوبُ كأنني
رحَّالةٌ ذرعَ الفلاةَ يدوِّرُ
يقتاتُ حنظلَها و يعرفُ مرَّهُ
مَنْ كانَ حرَّاً بالمرارةِ يشعرُ
عرفَتْ أحاسيسَ القصيدِ رمالُها
و عذوبةُ الإيقاعِ فيها تسحرُ
و تلوذُ منْ سحرِ البلاغةِ خفيةً
و يدندنُ الإيقاعَ فيها المزهرُ
و كأنَّها مثلي تقلَّص ظلُّها
و اسمرَّ فيها برعمٌ متخثّرُ
يأتى إليها القيظُ كيف تخيطه
ثوباً و في نيرانِهِ تتزنَّرُ
أيقظتُ فيها شقوتي فتمنّعَتْ
كالظَّبي منْ كلِّ الصَّياصي ينفرُ
و الآلُ في الصَّحراءِ مثلُ بحيرةٍ
لكنَّهُ في الشَّامِ دمٌّ أحمرُ
بلدي هيَ الأيَّامُ مرَّتْ منْ هنا
مزهوة ً ، طاوسُها يتبخترُ
أسرجْ خيولَكَ يا مهلهلُ إنَّنا
بالثأرِ منهوجونَ كيفَ سنظفرُ
ما بيننا جسَّاسُ يفعلُ فعلَهُ
حتَّى تظنَّ بأنَّهُ متقيصرُ
مرَّتْ علينا الحادثاتُ فلمْ نُفِقْ
و الليلُ أطبقَ و الرجالُ تبخَّروا
سبعٌ منَ الويلاتِ طالَ نهارُها
و الماكثاتُ بذي الليالي الأشهرُ
ضاقَتْ بلادُ العُرْبِ منْ إيوائِنا
فحدودُها لجدودِنا تتنكرُ
كنَّا المياهِ و كانَ يُخشى ماؤُنا
و الغارقاتُ على الزَّمانِ الأبحرُ
قدْ فارَ تنورٌ و لا جودي لنا
و سفينةُ الأمواتِ ظلَّتْ تبحرُ
و الغوطةُ الغرَّا لحومُ صغارِها
نضجَتْ و لمْ ينضجْ قرارٌ مثمرُ
و بإدلبَ الخضراءِ زيتوناتُها
جمرٌ فكيفَ الجمرُ فيها يعصرُ
وبحمصَ غيمُ الحقدِ فوقَ سمائِها
أشواظَ نارٍ بعدَ ذلكَ تمطرُ
سحبٌ تُقلُّ القتلَ ما زالَتْ تفي
بمواسمٍ ثرَّى و لا تتأخَّرُ
و الشَّارعُ المهجورُ قلبي لمْ يجدْ
طفلاً يمرُّ و لا كبيراً يعبرُ
عَبْدُالرَّزَّاقِ الأْشْقَرُ.