سِرتُ الْسّنينَ
بقلم الشاعر محمود ريان
سِرْتُ السّنينَ وَما وَهنْتُ مُكافِحًا *** إنّي حَببْتُ الْعيشَ لِلفَلذاتِ
هذي السُّنونَ تَرَوْنها تَتسارَعُ *** تُغضي على الأحلامِ والْسّرواتِ
أمشي على دَربٍ قَويم قدْ بناهُ *** الْمَجدُ فَهْوَ يَصولُ في الْجَبهاتِ
وأنا الّذي ناصَرْتُ مَنْ قَد جاءَني *** لبَّى نداءَ الْعِلمِ والْمَثُلاتِ
أمضَيتُ عُمري لا ألوذُ بِراحَةٍ *** تأتي بِوَبلٍ باسِمِ الْغَمَراتِ
سبعٌ وَستّونَ اِنبعاثًا في زِحامٍ (م) ... وَاِئتمانٍ في ذُرى الْكَلماتِ
هذا أنا إذْ أنْجلي مُتَوَخِّيًا *** دِفقَ الشّعورِ مَخافةَ الْعَثَراتِ
وَلَكمْ سَرَيْتُ بِدَربِ تربيةٍ فما *** أدري لأيِّ مَحافلٍ صَلَواتي
لكنّكُمْ أهلٌ لِأنْ تَتَقّدموا *** مِن صَرحِ مَدرَستي بِكلِّ هباتِ
فَالْغُنْمُ كلُّ الْغُنمِ أنْ أتمعّنَ (م) ... الْوَجهَ الصّبوحَ فَيطرُدَ الْغَفواتِ
إنّي وإنْ كنتُ الأبِيَّ زَمانيا *** سَيظلُّ قَلبي دافقَ الْعزَماتِ
تَأتي اَلدّواهي حينَ تأتي جُملَةً *** " وأرى السّرورَ يَجيءُ في الْفَلتاتِ"
هذا سبيلي يا أُهَيلي دائمًا *** إنّي إليكُم زاهرُ الْبسَماتِ
وأحبّتي نادَيتُكُمْ أنتُمْ سنا *** روحي، وَقلبي مُفْعَمُ الْهَمساتِ
لَن أَسْلَوَ الطّلّابَ والْرّفَقاءَ مِنكُمُ (م) ... ما حَييتُ، فَأنتُمُ حَدَقاتي
سأكونُ أوّلَ مَنْ يُسائلُ إخوَةً *** إنْ قَصّروا، فالْكُلُّ هُمْ صَفَواتي
هذي الْوُجوهُ قَدْ اِسْتَوَتْ في ناظِرَيَّ (م) ... هيَ الْحياةُ وَبلْسَمُ الْعَبراتِ
لَنْ تَكسبَ النّفسُ اِنشِراحًا عابِقًا *** إلّا بِصَفوٍ فائضِ الْنّسماتِ
مِثلي وَمِثلُكُمُ حُماةُ فَضيلةٍ *** لا بُدَّ أنْ نتَجنّبَ الْهَفواتِ
نَمضي بهذا الْرّكْبِ في هذي الْنّبالةِ ... كيْ يكونَ الْبَعثُ فَجرَ حَياتي!
بقلمي/ محمود ريّان