الثلاثاء، 6 مارس 2018

Hiamemaloha

لن ترانى باكية
بقلم الشاعرة بتول عبد المعز 

قد ترانى يوما بالأفق البعيد آتية
أرتدى الجلباب أبيض والورود زاهية
أنتقى البستان غضا والسماء الصافية
أذكر الأيام عطرا والأيادى حانية
لكنك أبدا لن ترانى يوما باكية

كم من ليلة جمعتنا كم من رشفة ياقية
وتلقتنا عيون والقلوب الخالية
فرمتنا بالخناجر والسهام الرامية
أبعدتنا عن حياة فوجدنا الهاوية
أغرقتنا فى بحور أفقدتنا الزاوية
أسكنتنا بقبور أسمعتنا الجاثية
لكنك أبدا لن ترانى يوما باكية

يا طبيبى لست أنت من تعيد العافية
ياحبيبى كنت أنت من تقود البادية
فتى بالفضائل يأتى والمحاسن سامية
يعرف الحق ويمحو كل قطب طاغية
كل هذا وكان قلبى مثل الصحارى الخاوية
تمطر السماء غيثا لكن أرضى عارية
لم يبق لى غير الدعاء والليالى الشاكية
لكنك أبدا لن ترانى يوما باكية

قد ترانى يوما والمشيب برأسى
أرتدى الجلباب أسود والعقول ساهية
أرتقى الدار بسلم والعصا لى حامية
أتذكر الأيام قصرا والدهور ساقية
لكنك أبدا لن ترانى يوما باكية

كم من ليلة فرقتنا كم من عمر يبقى لى
لن يبق فى العمر طولا مثل الذى ضاع بى
هذا وليدى أضحى فتى وتلك الليالى سارية
وهذى الآلام أمست بالقرب منى شافية
أتساءل عنها إن بعدت فهى منى أنسى
ليس بينى وبين الموت ستر فهو لى دوائيا
تلك هى سنة الحياة والحياة قاسية
لكنك أبدا لن ترانى يوما باكية
#بتول عبد المعز

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :