دقت ساعة الرحيل
بقلم الشاعر إدريس العمراني
أنا اليوم أسف على كل شيء
لا الحب اخترته و لا اخترت فراقك
الحب صدفة و الفراق اختيارك
كرهت نفسي لما كسرني زماني
وكرهت زماني لما أنساني نفسي
انتبهي لقلبي فيه قسوة لازمتني
و الصدر ضاق من كثرة التأسي
غرست لك في الحنايا مودتي
سيأتي يوما تدركي فيه لوعتي
تدركي نجواي في سري و علانيتي
أنك أنسي و أنيسي في وحدتي
تاه فيك رشدي و غاب جهدي
طيفك ملأ احساسي و سرق وقتي
باسم الحب أبوح و أعترف أني تعبت
ليتك تعلمي أني في هواك ظلمت
يكفي ما قاسيت في حبك و ما تجرعت
جار علي العشق و منه شاب رأسي
دعيني أرفع الستار عن قلبي
ففي نبضاته السريعة تتعثر أنفاسي
ربما تستنشقي منه بوحي و اعترافي
جفاك تجرعته سما في كأسي
فراقك حرمان و وجع و التهاب
فراقك دمعة حسرة و اكتئاب
وحضورك في القلب عذاب
كانت لي معك أجمل الحكايا
مرت مثل البرق في هواك
مثل الثواني طواها البعد
وزادها منك الجفاء و الصد
تركت قلبا خلف قضبان الصدر
أسيرا مكبلا بقيود الهجر
لم تراعي أحاسيسي و وجداني
هان عليك ظلمي و عذابي
قدري أني أحببت قلبا بخيلا
بركانا يقدف حممه في الصدر
ياحبيبتي جاوز هجرك المدى
لم يترك في جسدي الا الصدى
يتقوقع بين النرجسية و الأنانية
حرام أن يموت حلما في ثانية
وداعا أقولها اليوم علانية
وداعا أقولها و القلب ملتاع
وداعا أقولها لينتهي الصراع
بين قلب جرني لطقوس هواك
و عقل مسه الجنون من بلواك
ادريس العمراني