النهرُ الحـزين ....
بقلم الشاعر محمد صلاح حمزة
وجـلستُ مضطجعاً
على حـافة النهر الحـزين
أُطالعُ أوراقي القديمة وأشعار كتبتُها
ودقات قلبي يخـنقها الآنين
حتى أسدل الليلُ سـتائرهُ ...
وإختفت النجومُ تحت أجنحةِ السديم
دنت ذكراها مني فتسللت ...
حتى تسـربت بين أروقة قلبي
تبحث عن ذلك السر الدفين ...
وأمطت صهوة الشـوقِ إليها
وسَـرجت خـيل الحـنين ...
وإجتاحت بها قلاع قلبي الحـصين
حتى قاربت بطانة القلب ولامست
منابع الوجـد فى الشـرايين ...
وغافلت حـراس قلبي
و نَفُذت من جـب الحـنين
فامسكت بتلابيب الوتين ...
وهَزهَزت جـزوع الوجـد عندي
حتى تساقطت عليها
رطب الهوي نديه ...
وما كانت رطب الهوى
عندي خفية ...
ولكنها قد أينعت وحـان قطافها
وتدلت للعاشقين غير ضانين ...
وتعلقت مهجتي بحراب قتل فى عيناها
فأخفت ذاك الرمشُ عـني
حتى توارت رُسـل الشـوقِ
خلف أجنحة الحياء المستكين ...
يظهر الكبر ساعة وساعة يظهر اللين
و أقسم الشوق
على عيون العاشقين أن يبين
مهما أخفتهُ السـنين ...
وعهدنا بالشوق باراً بقسمهِ
وإنه كان دوما الخـل الأمين ...
وقالت عُـظيمات بالصدر ضمني
علني أذيب جـليد الهجـر بالأضلع
وأرتوي من نهرِ الحـنين ...
يا من تناجـيك الضلوع
وأنت منها قـريب ....
متى تحظى بدفئ الحضن منكَ
وأنت لسـتَ محـض حبيب ....
حـنانيكَ بنا ألا من رجـوع
لتمحو وهنَ العِشـق فينا ...
و لتُـنسـينا ....
خُـزلان الســنين ...
محمد صلاح حمزة