وِلادَةٌ لمْ تَكْتمِلْ
بقلم محمد خالد الأمين
يبِست مشيمةُ العهد
صامَ الوفاء
ولادةٌ عجْفاء
فرَّ الوليدُ من ثدْي أمِّه
عافَ رحيقَ البقاء
لم يفتحْ عينيْه
تَنفَّس ظلمَ الظَّلام
زرِقتْ سرَّته
ألِف الِاتِّكال
حبلٌ سُرِّيٌّ منبوذ
لفحهُ الإباء ...
زَغاريد نائِحة
مُقَل تَعصرُ الغُروب
تبني الدموع
غِربَان بخواتِم الحمام
تَهدلُ نَعيقا ...
أخْطبوط عَلى اليابسة
أدْرُعٌ طويلة تَمتصُّ الهواء
تشْرهُ وَتزْعفُ
تُعرِّي بطونا
تحفر قبورا أسرابا
مصَّاصاتٌ مُخدِّرة
تلتفُّ ، وتكسِّر العظام ...
أنْقضَ الحملُ الطريق
اختنقت الحُلوقُ أشواكا
نُحورٌ أدمت بوْلا
سكاكين حافية تنشر الأصوات
ألسنةٌ عجنت اللعاب
أفرزتْ حروفا حًلقية
وأعْدمتِ البَاقي ...
سَكَنُوا الجراحَ فينا
علَّمُونا الضّماد
التَهَمْنا ريشَ أجْنحتِنا
زَحفْنا إِلى المَرق
عَكَّرُوه ...
بَنيْنا أعشاشا مِن هَمّ
احترقتِ الخَلايا
هاجرنا
اِلتَهمَنا الماءُ
شرَّحونا ...
شَرِهنا الدموع اكتئابا
انزوينا ، وأحْييْنا الليل
أعْدَمنا الفجرُ
ودَفنتْنا الشمس ...
*******
محمد خالد الأمين