#رواية_اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب.....مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #الجزء_ الخامس_عشر 🍂
#حضور_ألفريدو
فتحت عيناي على نور الصباح وقد تسلل من الشرفة معلنا على قدوم يوم جديد لا أعلم ما سيحمله من أحداث .....ما أعرفه ان أخي ألفريدو بعد ساعات سيكون بيننا ....أتمنى ان أعود مبكرة من عملي قبل وصوله.
رفعت غطائي بتكاسل وقد فرح هذا الأخير باستقالته عني .... بعدها أخذت حمامي ولبست بسرعة كما وضعت مكياجا خفيفا لأغطي به حزني الدفين وملامحي التي شحبت من كثرة التخمين .... قررت أن لا أفكر بل أترك كل شيء يمشي كما أرادت له الحياة .... نزلت السلالم بسرعة معلنة ضجة حتى سمعت ضحكة صوفي وهي تقول :
صوفي : هذه هي سنوهويت الفتاة المرحة النشيطة أخيرا عادت إلينا هيا لتناولي فطورك معنا عزيزتي
أنا : خالتي اشتقت لخبزك المحمص ... أين هي قهوتي الساخنة ؟
صوفي : ما بال صغيرتي جائعة أين كنت ؟ حالا سأحضر لك القهوة المفضلة لديك.
انا : لا أعرف من دونك كيف سأعيش ؟ بالمناسبة أين هي ماما؟
ماما : انا آتية ابنتي لأفطر معكما سنوهويت أخيرا عدت إلى طبيعتك هذا ما كان يجب ان تفعليه من مدة.
انا : كل شيء بآوانه أمي المهم أني فكرت وخمنت جيدا ووجدت أن الحزن وكثرة التفكير لن يجديا نفعا.
ماما : فعلا حبيبتي المهم تناولي بسرعة حتى لا تتأخري عن عملك.
أنا : حاضر ماما لا تخافي علي.... أتمنى أن أعود قبل وصول أخي حتى أعد معكم العشاء.
قبلت أمي وصوفي ومشيت بخطى سريعة للعمل إلى أن وصلت لأسترسل في عملي كالمعتاد ..... املي الآن ان تعود ماريا كما كانت الفتاة المحبة لعملها ولكل من حولها وإلى متابعة أحدث تصميمات الملابيس .... لن أفكر في الحب أو التعلق بأحد فقلبي قد ملكه واحد ومحال أن يترك مكانه لشخص آخر .
لم أشعر بالساعات كيف مرت إلى أن حان وقت الخروج مررت على ليفيا لنذهب سويا إلى البيت .... لقد كانت متلهفة لرؤية ألفريدو فهو من أحبته من زمان إلى يومنا هذا ..... ارتدت لأجله أجمل ما عندها والعطر الذي استعملته ملأ المكان.
أنا : صوفي أراك متشوقة لألفريدو تبدين جميلة وأنيقة .... متأكدة أن أخي سيغرم بك عزيزتي فأنت فاتنة.
ليفيا : أشكرك سنوهويت لن أكون أكثر منك جمالا وجادبية ....المهم أن ينظر إلي هذه المرة فقد سئمت من عدم مبالاته .
انا : لا تقولي ذلك أعرف ألفريدو هو متكبر لا يحب أن يتنازل ليعترف إليك......ربما ينتظر منك المبادرة فلتحاولي إغراءه
ليفيا : هذه المرة لن يفلت من قبضتي وسأوقعه في شباكي فقد سئمت الانتظار .
قصدنا معا بيتنا وكلنا رغبة إلى تقصي الخبر واللقاء بألفريدو ...... هذه المرة أسرعنا الخطى وكأن أحدهم يلاحقنا حتى وصلنا إلى المنزل .... دخلنا متشوقان لنجد ألفريدو مستلقي على الكنبة بجانب ماما ومعه ضيف جديد ...تراه لماذا أحضر معه ذاك الضيف ؟
جريت نحو أخي فأخذني في حضنه بقيت كثيرا فأنا أشم فيه رائحة ابي وأشعر بالأمان وهو معي ...... ليته يظل معنا ولا يفكر في هجراننا....فالحياة لا تستحق أن يبتعد عنا من نحبهم لكن دوما ما نرغبه يصعب الحصول عليه .... مددت يدي إلى صديقه فصافحني وقد أمسك بها كثيرا ونظراته مركزة نحوي إلى أن سحبت منه يدي بهدوء وابتعدت عنه ...لم أعد أطق رجلا آخر أريد ان أعيش لنفسي أن أشعر بالحرية مع ذاتي أن يظل فكري خالي لايحمل هما .
حضرت لنا صوفي مائدة العشاء على شرف أخي ألفريدو كما انضمت إلينا ليفيا التي اختارت الجلوس بجانب أخي .... فطول الوقت ظلت تتحدث معه دون انقطاع بينما صديقه المسمى جون كان كل مرة يسترق النظر إلي كلما سنحت له الفرصة، تمنيت أن أنسحب لكن لأجل اخي بقيت.
سألت أخي عن ملفه هل وجده في غرفته؟ وكم كانت مفاجأتي وهو يقول لي أنه ضاع ولم يعثر له على مكان...... وفقده لذلك المف تسبب له في خسارة مالية فادحة تلزمه سنوات حتى يسترجع أمواله.....أريته صورة جاك فأطلق تنهيدة عميقة وتأكد من أخذه للملف فلقد كان جاك منافسا له في السوق لم أتحمل سماع المزيد حيث غلبتني دموعي وبدات تتساقط من عيناي كنهر جاري .
إذا جاك فعل كل ذلك للحصول على الملف فهو لم يسرق الأوراق فقط بل سلب معها مشاعري التي لا تقدر بثمن ..... لم أستطع تمالك نفسي استأذتهم وصعدت إلى غرفتي لأختلي بنفسي وأطلق العناء للبكاء لعل صدري يرتاح مما يحمله من آلام وأوجاع .
ما أخافه أن تقع مشادة بين أخي وجاك ويحدث ما لايحمد عقباه .....أكيد أن أخي لن يهدأ له بال حتى يسترجع ما ضاع منه .....وما زاد في ألمي حين أتذكر جاك ونظراته البريئة لم أكن أشك لحظة في حبه ....كيف لي أن أخدع بكل سهولة ؟
غيرت ملابسي وتسللت تحت غطائي هروبا من واقعي أريد أن أنام لأنفصل عن وجودي ولو ساعات فأعيشها في اللاشعور ربما في ذاك العالم قد تكون هناك فضيلة .
ثم أخذت صورة أبي فشعرت كأنه قد سمع شكواي وعاش مأساتي لم يبدو لي سعيدا ... قبلته لأطفأ النور وأهرب إلى اللاوعي لعل فكري يرتاح مني .