#روايةاليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب...... مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #:الجزء_العاشر 🍂
#رحيل_جاك
لست بخير هذا اليوم.. أشعر بضيق يخنق روحي وأنا أهمس في داخلي كيف سأتمكن من العيش بدون جاك؟ لقد اعتدت على وجوده ولن أتحمل فكرة رحيله .....شمسه إن غابت عن سمائي سيعم الظلام أينما حللت.
أكره الوداع. فالذين نحبهم لا يحق أن نودعهم لأن أرواحهم ستظل معنا ..... فجاك وإن ابتعد عني بحكم المسافة فسيظل حبه وطنا في أحداقي.... وحلمه ساكنا في صدري أعيش على أمل أن ألقاه.... كما ان نسمات عطره ستظل تلاحقني ما دامت قد ملأت فؤادي من قبل.
وانا في العمل كعادتي مع الملفات أنجز تلك التي يستعجلها المدير رن هاتفي .... لقد كان جاك هو المتصل أخبرني أنه يحزم أمتعته للعودة ... يريدني أن أكون معه وأرافقه للمطار في الصباح الباكر.... كنت أعلم من قبل لذا لم أتفاجأ.......لكن رغبتي بالبكاء والصراخ اجتاحتني تمنيت أن أصرخ كعاصفة تهز أركان مملكة عشقنا حتى أتنفس الصعداء وأزيح حملا أطبق على صدري.
استيقظت في الصباح الباكر هذه المرة ليس من أجل العمل بل لوداع جاك وحب لم يسعد ببقاء لحظاته مر كطيف غابر ....لمت الوداع في نفسي بل لعنته لأنه سيحرمني من حبيبي .... لبست ملابسي وأخذت فطوري بسرعة حتى لا أتأخر عليه.
وجدته أمام باب الفندق وحقيبته في يده رسمت ابتسامة رغما عني على وجهي حتى لا أبدي حزني الدفين....ثم أخذنا طاكسي لم تمر دقائق حتى كنا في المطار أمامه ساعة لحين إقلاع الطائرة .
جلسنا نحتسي قهوة مع بعضنا والصمت يخيم على أرجاء المكان .....فنحن الآن في قمة الانفعال وليس أصدق من الصمت الذي قد يشفي مشاعرنا المتأثرة مما هي فيه وما تمر به من حدث صعب ....فكما يقال ان الصمت في كثير من الأحيان يصبح دواء للعاشق والمغترب .
مر الوقت بسرعة وكأن هذا الأخير مستعجل بأن يبعد عني قطعة مني لم أشعر إلا ودمعة نزلت على خذي رغم محاولة تماسكي..... قرب يده ومسحها بلطف مخبرا إياي أنه لن يتخلى عني.... بل سيسأل باستمرار ليطمئن على أحوالي فقد أصبحت جزءا منه..... لكن لا أعرف لم أكن مطمئنة له أحسست بفتور اتجاهه فهو لم يتأثر مثلي من لحظة الوداع.
دائما المرأة هي من تغلب عليها عاطفتها لطبيعتها التي جبلت عليها لهذا فهي أكثر إحساسا من الرجل الذي يتحكم في مشاعره إذ قليلا ما يبوح بها إلا عند الضرورة .... ربما جاك لايريد أن يظهر ضعفه لذا قوى شخصيته حتى يتمكن من تجاوز تلك اللحظة .
قام جاك من مكانه ليودعني قصد اللحاق بطائرته التي ستقلع ارتميت في أحضانه وأنا أشهق بالبكاء..... لكنه اظطر للذهاب وهو يلوح بيده إلى أن غاب كليا عن ناظري..... حلقت به طائرته فأخذ معه قلبي تاركا جسدا فارغا كشبح مصدوم من لحظة الفراق .
رجعت أدراجي إلى البيت وأنا حزينة لفراقه لقد كنت قد ألفت تواجده معي كفرد من الأسرة .... وأحببته لدرجة أن لا أحد قد يأخذ مكانه في حياتي كما ترك فراغا كبيرا بات الوقت فيه يمر عندي ببطء مما يزيد من حزني واكتئابي.... لاحظت صوفي وأمي ذلك فحاولاتا التخفيف عني بشتى الطرق لكن دون جدوى.
حتى شهية الأكل فقدتها أكلت قليلا وبعدها صعدت إلى غرفتي طلبا للنوم .... هكذا أنا كنت دوما أهرع إلى سريري أحتمي به من نفسي ومن هواجيسي التي تلاحقني كلما ضاقت بي الأحوال هروبا من واقعي .... أجد في النوم راحة لي بعيدا عن التفكير .....هذا إذا لم يزرني الأرق طبعا فكم أخشاه حين يتربص بي ليحرمني نعمة النوم التي فيها قد أنسى ولو ساعات أني موجودة.
إلا أن النوم خاصمني كما توقعت حملت صورة أبي وبدأت أشكي له مصابي .... وبينما أنا على هذه الحال سمعت وقع أقدام لأجد امي بجانبي المسكينة علمت بحالتي فأرادت الاطمئنان علي.
هي الأم دائما كانت وستظل تلك الابتسامة الحنونة التي تنتشلك من وسط آلامك ..... أخذتني في حضنها واسترسلت في حكي لي حكاياتها الممتعة إلى أن غلبني النعاس لأسافر ولو ساعات إلى عالم النسيان.
نسيان كل شيء ما حدث وما قد سيحدث فأكيد هناك مفاجآت يخبئها لي الدهر..... أملي أن لا يعاكسني حتى لا أخذل ....
أخاف من مجهول يأتي ليحول حبنا إلى ذكرى....
نتذكرها بين الحين والآخر سهوا....
فلقد شعرت في وداعنا أن حبنا هو الآخر زمع حقيبته....
فثمة أشياء اختارتنا لتتحكم في حياتنا....
منحتنا لحظات سعيدة مسروقة عشنها استعدادا للحظات الفراق والشوق ...
فدوما إحساسي لا يخطىء...... وداعي لجاك عند رحيله أحسست فيه بشيء مختلف .
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب...... مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #:الجزء_العاشر 🍂
#رحيل_جاك
لست بخير هذا اليوم.. أشعر بضيق يخنق روحي وأنا أهمس في داخلي كيف سأتمكن من العيش بدون جاك؟ لقد اعتدت على وجوده ولن أتحمل فكرة رحيله .....شمسه إن غابت عن سمائي سيعم الظلام أينما حللت.
أكره الوداع. فالذين نحبهم لا يحق أن نودعهم لأن أرواحهم ستظل معنا ..... فجاك وإن ابتعد عني بحكم المسافة فسيظل حبه وطنا في أحداقي.... وحلمه ساكنا في صدري أعيش على أمل أن ألقاه.... كما ان نسمات عطره ستظل تلاحقني ما دامت قد ملأت فؤادي من قبل.
وانا في العمل كعادتي مع الملفات أنجز تلك التي يستعجلها المدير رن هاتفي .... لقد كان جاك هو المتصل أخبرني أنه يحزم أمتعته للعودة ... يريدني أن أكون معه وأرافقه للمطار في الصباح الباكر.... كنت أعلم من قبل لذا لم أتفاجأ.......لكن رغبتي بالبكاء والصراخ اجتاحتني تمنيت أن أصرخ كعاصفة تهز أركان مملكة عشقنا حتى أتنفس الصعداء وأزيح حملا أطبق على صدري.
استيقظت في الصباح الباكر هذه المرة ليس من أجل العمل بل لوداع جاك وحب لم يسعد ببقاء لحظاته مر كطيف غابر ....لمت الوداع في نفسي بل لعنته لأنه سيحرمني من حبيبي .... لبست ملابسي وأخذت فطوري بسرعة حتى لا أتأخر عليه.
وجدته أمام باب الفندق وحقيبته في يده رسمت ابتسامة رغما عني على وجهي حتى لا أبدي حزني الدفين....ثم أخذنا طاكسي لم تمر دقائق حتى كنا في المطار أمامه ساعة لحين إقلاع الطائرة .
جلسنا نحتسي قهوة مع بعضنا والصمت يخيم على أرجاء المكان .....فنحن الآن في قمة الانفعال وليس أصدق من الصمت الذي قد يشفي مشاعرنا المتأثرة مما هي فيه وما تمر به من حدث صعب ....فكما يقال ان الصمت في كثير من الأحيان يصبح دواء للعاشق والمغترب .
مر الوقت بسرعة وكأن هذا الأخير مستعجل بأن يبعد عني قطعة مني لم أشعر إلا ودمعة نزلت على خذي رغم محاولة تماسكي..... قرب يده ومسحها بلطف مخبرا إياي أنه لن يتخلى عني.... بل سيسأل باستمرار ليطمئن على أحوالي فقد أصبحت جزءا منه..... لكن لا أعرف لم أكن مطمئنة له أحسست بفتور اتجاهه فهو لم يتأثر مثلي من لحظة الوداع.
دائما المرأة هي من تغلب عليها عاطفتها لطبيعتها التي جبلت عليها لهذا فهي أكثر إحساسا من الرجل الذي يتحكم في مشاعره إذ قليلا ما يبوح بها إلا عند الضرورة .... ربما جاك لايريد أن يظهر ضعفه لذا قوى شخصيته حتى يتمكن من تجاوز تلك اللحظة .
قام جاك من مكانه ليودعني قصد اللحاق بطائرته التي ستقلع ارتميت في أحضانه وأنا أشهق بالبكاء..... لكنه اظطر للذهاب وهو يلوح بيده إلى أن غاب كليا عن ناظري..... حلقت به طائرته فأخذ معه قلبي تاركا جسدا فارغا كشبح مصدوم من لحظة الفراق .
رجعت أدراجي إلى البيت وأنا حزينة لفراقه لقد كنت قد ألفت تواجده معي كفرد من الأسرة .... وأحببته لدرجة أن لا أحد قد يأخذ مكانه في حياتي كما ترك فراغا كبيرا بات الوقت فيه يمر عندي ببطء مما يزيد من حزني واكتئابي.... لاحظت صوفي وأمي ذلك فحاولاتا التخفيف عني بشتى الطرق لكن دون جدوى.
حتى شهية الأكل فقدتها أكلت قليلا وبعدها صعدت إلى غرفتي طلبا للنوم .... هكذا أنا كنت دوما أهرع إلى سريري أحتمي به من نفسي ومن هواجيسي التي تلاحقني كلما ضاقت بي الأحوال هروبا من واقعي .... أجد في النوم راحة لي بعيدا عن التفكير .....هذا إذا لم يزرني الأرق طبعا فكم أخشاه حين يتربص بي ليحرمني نعمة النوم التي فيها قد أنسى ولو ساعات أني موجودة.
إلا أن النوم خاصمني كما توقعت حملت صورة أبي وبدأت أشكي له مصابي .... وبينما أنا على هذه الحال سمعت وقع أقدام لأجد امي بجانبي المسكينة علمت بحالتي فأرادت الاطمئنان علي.
هي الأم دائما كانت وستظل تلك الابتسامة الحنونة التي تنتشلك من وسط آلامك ..... أخذتني في حضنها واسترسلت في حكي لي حكاياتها الممتعة إلى أن غلبني النعاس لأسافر ولو ساعات إلى عالم النسيان.
نسيان كل شيء ما حدث وما قد سيحدث فأكيد هناك مفاجآت يخبئها لي الدهر..... أملي أن لا يعاكسني حتى لا أخذل ....
أخاف من مجهول يأتي ليحول حبنا إلى ذكرى....
نتذكرها بين الحين والآخر سهوا....
فلقد شعرت في وداعنا أن حبنا هو الآخر زمع حقيبته....
فثمة أشياء اختارتنا لتتحكم في حياتنا....
منحتنا لحظات سعيدة مسروقة عشنها استعدادا للحظات الفراق والشوق ...
فدوما إحساسي لا يخطىء...... وداعي لجاك عند رحيله أحسست فيه بشيء مختلف .