ملحمة قرصان !!!
بقلم الشاعر سعيد حرور
قراصنة السفينة
يحتجزون الركاب
يبحرون وسط الضباب
نحو السراب
يخوضون كل البحار
نحو جزيرة بلا مراسي
بلا أنهار
قاحلة بلا أشجار
ينشدون بانشراح:
يا بحرية ..هيلا.. هيلا
شدو الهمة ...همة قوية
كل ليلة يسكرون
يطربون ... يغنون
جزيرة بلا مراسي
لن نعاني لن نقاسى
يكون لنا فيها كراسي
يتصايح الركاب
نريد ماء
نريد هواء
نريد أرضا
نريد سماء
ينزل القرصان / الربان
من أعلى السفينة
ينهرهم
يبصق على وجوههم
يلقي خطبة فيهم:
اسمعوا ... وعوا
لن تنالوا البر منا
حتى تملأوا الكؤوس
تطيب لنا النفوس
وإلا :
يقسم بأغلظ الإيمان
برأس أكبر قرصان
غزا الأمصار والبلدان
قهر الشجعان
أسر الفرسان:
لتقطف الرؤوس
لتنزع من أجسادكم
النفوس
أقسم بداحس والغبراء
بناقة البسوس
بتاريخ جدي المعظم
دانت له الرجال
انحنت لها الجبال
لأرفع أرواحكم إلى السماء
يا جرذان المجاري
لأجعل لحومكم
طعاما للضواري.
ينفض الجمع
ينقسم المجموع
فريق أذعن
آخر يتكتم يأبى الخضوع
تمخر السفينة عباب الضباب
تلوح في سمائها عاصفة هوجاء
قاتمة سوداء
تمتد بين الأرض والسماء
يشتد صهيلها
يشتد عويلها
تترنح السفينة
يحتد صوت القرصان
كنزيف البركان
يكثر الهرج والمرج
تفوح بين الركاب رائحة
العصيان
تنتفض أعلام السفينة
سواري السفينة
حبال السفينة
وكل ركن صامت في السفينة
كان يكنُّ في صمته
في رجفة ركبه للقرصان الضغينة
يتطاير الشرر من عيون القرصان
إذ طالبوه بحمل متاعه
والرحيل بسلام
يُخرج الربان / القرصان
الضواري من تحت السفينة
يلتحم الفريقان
في عراك، واقتتال
وتذبيح
تجري الدماء
تتطاير الأشلاء
فلا غالب ولا مغلوب
يشتد بالفريقين الإعياء
تخرق السفينة
تتهالك السفينة
تتهاوى السفينة
ذابلة حزينة
يهرول القرصان في ذهول
يطلب النجاة
يصعد سطح السفينة
يعتصم بالساري
عله ينجو من الغرق
في المجاري
تتجمع الحيتان
في ابتهاج وانتعاش
ترقص على شرف جثة القرصان
سعيد حرور // المغرب