وما فينا لنا كلا عزاء
بقلم الشاعر أمين الحنشلي
يطيب لعيشنا فيها البقاء
حثالات وقد ضاع الحياء
ولا نأسى ولا نحزن لماض
ولا يدمي مرارتنا البكاء
كأن نفوسنا من غير هدي
يخالجها مع الشك الرياء
ونسلو كلما سرنا لبغي
ويلهو في مضاربنا البغاء
وإن حل الدجى نزداد غيا
ولا يسلو مآقينا الضياء
وغايات المنى في جوف ليل
اذاما شاع بالناس الخناء
وإن نلقى بفيض الراح كأسا
وغانية لها يشدو الغناء
ولا نخفي بها لوعة منانا
وفي اوطاننا خاب الرجاء
فكم في عيشنا نتعب ونشقى
وفي أرزاقنا طال العناء
وفي كف الردى للبؤس ساح
إذا عشنا وللبلوى فناء
سنبقى من مرار والحزن نسقى
ومن مر الأسى فينا بلاء
وفي هذي الدنى قطعان حمقى
سنبقى حين يحملنا الغباء
إلى طاعة ولاة الأمر قسرا
وفي المنفى يطول بنا البقاء
وفي مأساتنا كم فاض دمع
وكم من جرحنا سألت دماء
ولم نغضب لما بالناس نلقى
ولم يشفع لنا فيها قضاء
ولم تبك علينا الأرض حزنا
ولا ناحت بمحنتنا السماء
فكم نتعب بلقمتنا ونشقى
وللحكام قد ظل الرخاء
وفي أوطاننا والكل مضنى
ينازعنا إلى الوحل الوفاء
وفي مأساتنا من غير رجوى
ولا للحلم بارقة تضاء
فكم في أرضنا مرت عجاف
وظل القحط يوصيه الوفاء
ولم نغضب إذا بالناس عدنا
بلا خفين أو خاب الرجاء
وفي طول الأسى والحزن نمضي
بلا رجوى ومسعانا هباء
وفي كف الردى والجرح فينا
سنبقى كيفما الحكام شاءوا
وفي أرض من الخيرات جرداء
وأوطان بها ضاع الحياء
سنفترش التراب بها صباحا
وعند الليل يسترنا المساء
وفي البلوى ولا شيئا يقينا
ولم يخف مساوئنا رداء
سيبقى الحزن في دمع الثكالى
ويبقى من مساعينا الرياء
وفي هذي الدنا والعمر يطوى
وكم من عمرنا نال الشقاء
سنحيا دونما عزم ورجوى
وقد فاقت فحولتنا النساء
وإن ضاقت بنا الآفاق وسعا
وفينا الأرض ضاقت والسماء
وفيها بعدما الآمال ضاعت
وعن أحلامنا ضاق الفضاء
وفينا كلما الأيام دارت
وفي مأساتنا طال البقاء
وإن عدت مآثرن سراب
وملياراتنا عدت غثاء
وفينا بعدما الماضي تولى
وغادر من علانا الكبرياء
وإن لاقيت لاتأسى علينا
بها الأيام او تبكي السماء
وإن لاقيت لاترثي القوافي
بمحنتنا ولم يجد الدعاء
وإن صرنا كما الأغنام نزوى
بلا مأوى ولازمنا الغباء
وفينا الظلم أن لاقيت اغوى
وفوق العرش تختال الخصاء
وإن لاقيت سفر المجد يطوى
وفي مأساتنا طال البقاء
فقولي أنها الأقدار تجري
وفي الأحكام ما خط القضاء
و للرحمن كل المجد يبقى
تعالى الله والخلق الفناء
وفينا أن خلت للنفس رجوى
ولامن حمقنا كلا شفاء
سنبقى في عداد الناس نسعى
بلا جدوى ويضنينا البلاء
وفينا أن رأيت الشعب يشقى
وللحكام يشتد الولاء
وكل الشعب أن لاقيت يشقى
وذو السلطان يطويه الرخاء
فقولي قسمة بالحق ضيزا
وفي شح أرى يزهو العطاء
ولا عجب لعيني أن تبدأ
مكين السر أو لاح الخفاء
ولا عجب بذي الدنيا بتاتا
إذاما طابق الشن الغطاء
شعوب في كفاف العيش تمضي
وحكاما عفى عنها السخاء
وحكاما أرى في الأرض تبغي
ويقصدها من الشعب الثناء
وفي أرض بها الأجيال تشقى
وحكاما نأى عنها الحياء
سنمضي هكذا طوعا وكرها
وفي أجيالنا يبقى الشقاء
وفي أحداقنا والحلم يزوى
أرى والعين يخنقها البكاء
سيبقى شعبنا للوحل يرقى
ولن يجديه بالعمر الدعاء
وفينا لم يعد للعزم دعوى
ولا للحرب فينا من دهاء
سنبقى هكذا سرا وجهرا
وأعظم ربما دارى الخفاء
إلى أن يقضي الرحمن أمرا
ويعدل في قضيتنا القضاء
ودون شموخنا ذلا سنلقى
وحكاما سبيل الحق ساءوا
ومافينا لهم قسرا سيبقى
ولن يبق لنا فينا عزاء.
#امينﺍﻟﺤﻨﺸﻠﻲ
بقلم الشاعر أمين الحنشلي
يطيب لعيشنا فيها البقاء
حثالات وقد ضاع الحياء
ولا نأسى ولا نحزن لماض
ولا يدمي مرارتنا البكاء
كأن نفوسنا من غير هدي
يخالجها مع الشك الرياء
ونسلو كلما سرنا لبغي
ويلهو في مضاربنا البغاء
وإن حل الدجى نزداد غيا
ولا يسلو مآقينا الضياء
وغايات المنى في جوف ليل
اذاما شاع بالناس الخناء
وإن نلقى بفيض الراح كأسا
وغانية لها يشدو الغناء
ولا نخفي بها لوعة منانا
وفي اوطاننا خاب الرجاء
فكم في عيشنا نتعب ونشقى
وفي أرزاقنا طال العناء
وفي كف الردى للبؤس ساح
إذا عشنا وللبلوى فناء
سنبقى من مرار والحزن نسقى
ومن مر الأسى فينا بلاء
وفي هذي الدنى قطعان حمقى
سنبقى حين يحملنا الغباء
إلى طاعة ولاة الأمر قسرا
وفي المنفى يطول بنا البقاء
وفي مأساتنا كم فاض دمع
وكم من جرحنا سألت دماء
ولم نغضب لما بالناس نلقى
ولم يشفع لنا فيها قضاء
ولم تبك علينا الأرض حزنا
ولا ناحت بمحنتنا السماء
فكم نتعب بلقمتنا ونشقى
وللحكام قد ظل الرخاء
وفي أوطاننا والكل مضنى
ينازعنا إلى الوحل الوفاء
وفي مأساتنا من غير رجوى
ولا للحلم بارقة تضاء
فكم في أرضنا مرت عجاف
وظل القحط يوصيه الوفاء
ولم نغضب إذا بالناس عدنا
بلا خفين أو خاب الرجاء
وفي طول الأسى والحزن نمضي
بلا رجوى ومسعانا هباء
وفي كف الردى والجرح فينا
سنبقى كيفما الحكام شاءوا
وفي أرض من الخيرات جرداء
وأوطان بها ضاع الحياء
سنفترش التراب بها صباحا
وعند الليل يسترنا المساء
وفي البلوى ولا شيئا يقينا
ولم يخف مساوئنا رداء
سيبقى الحزن في دمع الثكالى
ويبقى من مساعينا الرياء
وفي هذي الدنا والعمر يطوى
وكم من عمرنا نال الشقاء
سنحيا دونما عزم ورجوى
وقد فاقت فحولتنا النساء
وإن ضاقت بنا الآفاق وسعا
وفينا الأرض ضاقت والسماء
وفيها بعدما الآمال ضاعت
وعن أحلامنا ضاق الفضاء
وفينا كلما الأيام دارت
وفي مأساتنا طال البقاء
وإن عدت مآثرن سراب
وملياراتنا عدت غثاء
وفينا بعدما الماضي تولى
وغادر من علانا الكبرياء
وإن لاقيت لاتأسى علينا
بها الأيام او تبكي السماء
وإن لاقيت لاترثي القوافي
بمحنتنا ولم يجد الدعاء
وإن صرنا كما الأغنام نزوى
بلا مأوى ولازمنا الغباء
وفينا الظلم أن لاقيت اغوى
وفوق العرش تختال الخصاء
وإن لاقيت سفر المجد يطوى
وفي مأساتنا طال البقاء
فقولي أنها الأقدار تجري
وفي الأحكام ما خط القضاء
و للرحمن كل المجد يبقى
تعالى الله والخلق الفناء
وفينا أن خلت للنفس رجوى
ولامن حمقنا كلا شفاء
سنبقى في عداد الناس نسعى
بلا جدوى ويضنينا البلاء
وفينا أن رأيت الشعب يشقى
وللحكام يشتد الولاء
وكل الشعب أن لاقيت يشقى
وذو السلطان يطويه الرخاء
فقولي قسمة بالحق ضيزا
وفي شح أرى يزهو العطاء
ولا عجب لعيني أن تبدأ
مكين السر أو لاح الخفاء
ولا عجب بذي الدنيا بتاتا
إذاما طابق الشن الغطاء
شعوب في كفاف العيش تمضي
وحكاما عفى عنها السخاء
وحكاما أرى في الأرض تبغي
ويقصدها من الشعب الثناء
وفي أرض بها الأجيال تشقى
وحكاما نأى عنها الحياء
سنمضي هكذا طوعا وكرها
وفي أجيالنا يبقى الشقاء
وفي أحداقنا والحلم يزوى
أرى والعين يخنقها البكاء
سيبقى شعبنا للوحل يرقى
ولن يجديه بالعمر الدعاء
وفينا لم يعد للعزم دعوى
ولا للحرب فينا من دهاء
سنبقى هكذا سرا وجهرا
وأعظم ربما دارى الخفاء
إلى أن يقضي الرحمن أمرا
ويعدل في قضيتنا القضاء
ودون شموخنا ذلا سنلقى
وحكاما سبيل الحق ساءوا
ومافينا لهم قسرا سيبقى
ولن يبق لنا فينا عزاء.
#امينﺍﻟﺤﻨﺸﻠﻲ