( مقعدُُ وذكريات )
بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي
عَبَرَ بالقُربِ من رَوضِهِ ... وكانَ مُنذُ مُدٌَةٍ قَد أهمَلَ
مِقعَدُُ تَحتَ الظِلالِ طالَما كانَ لِروحِهِ مَوئِلا
يا لِقاءاً بِها لَم يَزَل في روحِهِ ماثِلا
كَم تَعَلٌَلَت بِهِ السَراب ... يا بِئسَهُ التَعَلٌُلَ
قالَ الفَتى ... وضَجٌَ في نَفسِهِ التَساؤُلَ
إنٌِي أراكَ صامِتاً يا مِقعَداً ... مُذهَلا
هَل صِرتَ مِن بَعدِنا مُهملا ؟
هَيٌا تَكَلٌَم أما تَشوقكَ نَظرَةُُ ؟ هَمسَةُُ ؟ لَمسَةُُ ؟ ... تَدَلٌُلا ؟
ضَمٌَةُ ... ورَعشَةُُ في الشِفاه ... تَتلو بَعضَها القُبَلَ
لِمَ أراكَ صامِتاً ؟ ... هَل أصبَحَ خَطبُكَ جَلَلا ؟
أم تُراهُ الخَريف يوحي لَكَ من صُفرَةٍ مَلَلا ؟
فَشَلٌَ مِنكَ اللِسانَ بَردُهُ ... و يَغمِرُ جِسمَكَ في لَيلِهِ بَلَلا
يا وَيحَهُ خَريفَنا ... ألا يُجيبُ لَنا التَساؤلَ ؟
تَساقَطَت أوراقَهُ .. هَل يُسقِطُ الأمَلَ ؟
جاوَبَت لِلمِقعَدِ أخشابهُ ... ألفُ ألفُ لا ولا
قالَ الفَتى ... نَطَقتَ يا شاهِدا قَد كُبٌِلَ
هَيٌا تَحَرٌَر من القُيودِ ... ولا تَكُن غافِلا
فَرَوى المِقعَدُ زَفَراتِ الهَوى ... وإستَرسَلَ
فَبَكى الفَتى ... وقَد تَزاحَمَت
في ذِهنِهِ الرَعَشات تَرادَفَت جُمَلا
هَل يَعودُ الوِصال ؟ ... يالَيتَهُ في لَحظَةٍ أقبَلَ
تَجَسٌَدَ لِلفَتى طَيفها أمامَهُ ... فَهَلٌَلَ
يَهتُفُ ... مَرحى لَهُ خَريفُنا ... لِحِزنِنا قَد بَدٌَلَ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية