# أرق و ضجر #
بقلم الشاعر حسن تليد
على أريكة مهترئة جلس طويلا وتسمر
جال بخياله فآستحضر ما غاب عنه وزال وآندثر
حاصرته غصة من فرط ألمها شهق وتنهد وزفر
حلق في سقف بيته المتآكل عليه تأسف و تحسر
مسح عرق جبينه بمنديل ابيض ناعم ثم طواه وتشمر
استقام في جلسته فمرر يده على محياه فتجرع كوب شايه المر
أغمض عينيه وهو يستمتع بسكون الليل وزخات المطر
أزعجه مواء قطط تشكو قساوة البرد ومرارة الضجر
غادر المكان مسرعا وفوق سريره استلقى ولأرقه تنكر
أدار زر المذياع لعله يلتقط دبدبة موسيقية بها يسعد ويسر
طال أرقه فأكثر من الترنح فتمنى أشعة الشمس أو نور القمر
نفث غضبه في سيجارة أشعلها فوضعها بين شفتيه وأضحى لها ينظر
سألها: هل بإمكانك خلق السعادة وتخليصي من الحيرة والكدر؟
هل أنت فعلا كما يزعمون المخلصة من الشجن والمخففة من قساوة القدر؟
لم يحظ منها بجواب فرمى بها من زجاج نافذة منكسر
لم يكد يغمض عينيه حتى صاح الديك ولاح نور الفجر
نهض مهرولا مذعورا كأن به مس أو هلوسة أو كدر
غادر المكان مستقبلا يوما جديدا متمنيا هذه المرة الفوز والظفر.
* حسن/تليد *
25/09/19