***** صرخة *****
بقلم الشاعر Kh - Lotfi
تركوها تائهة
تركوها غريقة
في بحر من أحزان
لونه أسود و كئيب
لا أثر و لا وجود..
لبقية الألوان
عجيب أمرهم و غريب
كيف تركوها تتخبط..
في فوضى هذا المكان
بحر شديد الهيجان
تركوها تصارع وحدها
أمواج الغدر و الخذلان
أمواج الحبيب المزعوم
الحبيب الكاذب الخوان
يريدونها منهزمة منكسرة
إنكسارا تلو الإنكسار
بلا أفكار،لا رأي و لا قرار
يريدونها ضعيفة
حائرة مترددة..
مشاكلها متعددة
مختفية خلف الستار
أسيرة من دون سجان
في سجن بلا قضبان
يريدونها دون جناحان
عاجزة عن القول و الفعل
مقصوصة الإرادة و اللسان
و يكون محالا عليها..
التحليق و التغريد..
و محال عليها الطيران
تعجز عن تحقيق أهدافها
المرسومة منذ ذاك الزمان
منذ كانت أميرة صغيرة
تتهافت عليها الأحضان
يريدونها مكسورة اليدان
تصبح طعما سهلا للحيتان
لا يريدون عقلها..
الذي به ميز الله الإنسان
بل يريدون..
جراح قلبها المرهف..
المليء بالحنان
يريدون إبعادها عن الأمان
عن أبيها و أمها مهما كان
وهي التي في أعينهم..
وردة جميلة و جنان
رمز سعادتهما..
في كل الأحيان
كيف لا..!!
و هي هبة الرحمان
حتى أنهما أطلقوا عليها..
إسما مذكورا في القرآن
إسمها "إيمان"
فأرجوكم إبتعدوا عنها
أتركوها للملائكة..
لا غنيمة و وليمة للشيطان
أتركوها تقرر وحدها بحرية
لا تضعوها..
وسط شظايا النيران
أرجوكم أتركوها الآن
أتركوها قبل فوات الأوان
يا أيها البحر..
يا أيتها الأمواج
يا أيتها الرياح..
الآتية من كل مكان
يا أيتها الأحزان
أرجوكم أتركوا "إيمان"
يا "إيمان" ..
فكري في وجع و دموع
تلك التي أرضعتك الحنان
فكري في من كان لك..
رمزا للرجولة و الأمان
يا "إيمان" ثوري ..
تجاوزي العراقيل..
و حطمي الجدران
كوني أنت صاحبة القرار
و لا تكوني لوحة تجارية
للمشاهدة و الإشهار
لو كان يحبك..
حقا و بإفتخار
لما أراد لك ما لا يريده
لأخته الموجودة في الدار
ثوري يا "إيمان"..
أرجوك ثوري الآن
و هذا والله بالإمكان
لا تكوني بضاعة..
عند التجار
و لا عند كائن من كان
كوني أنت قدوة الثوار
الآن ثوري..
ثوري الآن..
قبل فوات الأوان.
#kh_lotfi