مَحَطّاتٌ فِي مَراجيحِ النّوَى
بقلم الشاعر عبد الرحمن بكري
شَبَحُ شيْخٍ دَأَبَ كلَّ الأيَّام
على اخْتِراقِ نفْس الشّارِع العَام
مُنذُ أرْبعين حوْلاً إلا قليلا
في خطْوٍ مُتَثاقِلٍ ... وَاثِقٍ
يُلْقي بجَسَدِه المُتهالِك
على مَقْعدٍ حَجَريٍّ في حديقةٍ مَنْسيَة
وسط حاضرةٍ مُكْتَظّة
بِمُختَلفِ الدَّهْماءِ
تُشَرْعِنُ في وقته الضَّائعِ
ما عُلِقَ من ثمار ناضجة
فَوْق أغْصان القَهْرِ
ولا حَوْلَ له سِوى أن يَتَقَمصَ
دَوْرَ النّاصِحِ الجَدْلانِ
يَتَسَكَّعُ بِنَّظارتِه السّوْداء
في مَراجِيحِ النَّوى
مَحَطّاتٌ أعَادَتْهُ إلى عَتَبَة الجُنونِ
تَخْتزِلُ من صَمْته المُنْدَلِقِ
عبَراتٍ على المُحَيّا ..
تَمتَحُ عطرَ وَجَعٍ دَفينٍ
انْغَرَس نَسغًا اِحْلَوْلَكَ
على أهْذاب وجَعٍ ماطرٍ
وعواصِفَ حَسْرَة عاكِفَةٍ
في عُيُون الصَّبايَا
كأنها نفْسُ الكَلِمات منذ سنينَ
تَترَدَّدُ في حَلْقِه .. تَخْنُقُهُ
مع تَدافُعِ حَفيفِ الريح
المُعْتَقلة
الكامنة
في خَريفِ المَرايا
تُجافيه صُوَرٌ من ألبوماته القديمة
التي تآكلتْ من فرْط الإِهْمال
كلما دنا منها تَوَعّدَتْه مفاتنُ الأمْس
يَتعَثّر فى كُل تلك التفاصيل
الحاضرة
الهاطلة
في ثَوْرَةِ النَّوايَا
يَسْبِقُهُ الحَنينُ المُنْدفِعُ المُتَشَبِّعُ المُتَنطِّعُ
إلى عناقِ وَطَنٍ
بِملامِحَ مُتَنافِرةٍ
يَستَعيدُ جدلَ المُقاربات المُمَسْرحَة
دوَّنَتْها صفحاتُه الحزينةُ
في غُربَةٍ سَحلَتْ ألوانَ الفَراشاتِ
ونفَقَت معَها أنْفاسُ
طُيورِه المُهاجِرَةِ
إلى أن جفَّتِ المَآقي في حِلْمَةِ الأمَّهاتِ
كما يتبَعْثرُ الحُلمُ ..
في صَدرِ بَراعِم السَّوْسَنات
يَتَهجَّى عُنْوانَ رَغيفٍ
في جَفافِ خَريرِ الماءِ
يُكابر عنْجَهِيّةَ زَمَنِهِ الفَاشي
في أَغَاني السِّجْن و السَّجَّانِ
تَصْدَحُ بها حناجرُ البَرايَا
كلما هادنَت قصائِدُ الشُّعَراءِ
عبدالرحمن بكري
بقلم الشاعر عبد الرحمن بكري
شَبَحُ شيْخٍ دَأَبَ كلَّ الأيَّام
على اخْتِراقِ نفْس الشّارِع العَام
مُنذُ أرْبعين حوْلاً إلا قليلا
في خطْوٍ مُتَثاقِلٍ ... وَاثِقٍ
يُلْقي بجَسَدِه المُتهالِك
على مَقْعدٍ حَجَريٍّ في حديقةٍ مَنْسيَة
وسط حاضرةٍ مُكْتَظّة
بِمُختَلفِ الدَّهْماءِ
تُشَرْعِنُ في وقته الضَّائعِ
ما عُلِقَ من ثمار ناضجة
فَوْق أغْصان القَهْرِ
ولا حَوْلَ له سِوى أن يَتَقَمصَ
دَوْرَ النّاصِحِ الجَدْلانِ
يَتَسَكَّعُ بِنَّظارتِه السّوْداء
في مَراجِيحِ النَّوى
مَحَطّاتٌ أعَادَتْهُ إلى عَتَبَة الجُنونِ
تَخْتزِلُ من صَمْته المُنْدَلِقِ
عبَراتٍ على المُحَيّا ..
تَمتَحُ عطرَ وَجَعٍ دَفينٍ
انْغَرَس نَسغًا اِحْلَوْلَكَ
على أهْذاب وجَعٍ ماطرٍ
وعواصِفَ حَسْرَة عاكِفَةٍ
في عُيُون الصَّبايَا
كأنها نفْسُ الكَلِمات منذ سنينَ
تَترَدَّدُ في حَلْقِه .. تَخْنُقُهُ
مع تَدافُعِ حَفيفِ الريح
المُعْتَقلة
الكامنة
في خَريفِ المَرايا
تُجافيه صُوَرٌ من ألبوماته القديمة
التي تآكلتْ من فرْط الإِهْمال
كلما دنا منها تَوَعّدَتْه مفاتنُ الأمْس
يَتعَثّر فى كُل تلك التفاصيل
الحاضرة
الهاطلة
في ثَوْرَةِ النَّوايَا
يَسْبِقُهُ الحَنينُ المُنْدفِعُ المُتَشَبِّعُ المُتَنطِّعُ
إلى عناقِ وَطَنٍ
بِملامِحَ مُتَنافِرةٍ
يَستَعيدُ جدلَ المُقاربات المُمَسْرحَة
دوَّنَتْها صفحاتُه الحزينةُ
في غُربَةٍ سَحلَتْ ألوانَ الفَراشاتِ
ونفَقَت معَها أنْفاسُ
طُيورِه المُهاجِرَةِ
إلى أن جفَّتِ المَآقي في حِلْمَةِ الأمَّهاتِ
كما يتبَعْثرُ الحُلمُ ..
في صَدرِ بَراعِم السَّوْسَنات
يَتَهجَّى عُنْوانَ رَغيفٍ
في جَفافِ خَريرِ الماءِ
يُكابر عنْجَهِيّةَ زَمَنِهِ الفَاشي
في أَغَاني السِّجْن و السَّجَّانِ
تَصْدَحُ بها حناجرُ البَرايَا
كلما هادنَت قصائِدُ الشُّعَراءِ
عبدالرحمن بكري