فن الاعتذار
بقلم الشاعر سامر برقيو
عاهدت نفسي ان اعتذر كلما أخطأت...
اعتذر صادقا وأركن الذكرى..
لكني لا أحدد متى علي ان اعتذر..
و على اي شخص قسوت.. .
وفي حق من في الخطإ تماديت..
وكيف لا اشعر بألم من آذيت...
عاهدت نفسي اتجاوز الكبرياء اللعين..
وان أجعل لنفسي طوق حنين...
ان اغتال عنفوان الاستعلاء..
حين تكون غفلتي مصدر شقاء...
لكنى لازلت أجهل متى ارتكبتها...
كل تلك الترهات والأخطاء..
في حق ضحاياي الأبرياء..
وهل كنت فعلا أشاء...
**************
عاهدت نفسي ان احسن الأداء...
اصدق أفعالي واسير عل نهج الأولياء...
احاسب نفسي قبل الغير وكل الآراء..
أعاتبها اعاندها واقسو عليها كل مساء...
أخطط للاعتذار لكل من أسأت..
بدون شرط ولا تقصير ولا دهاء..
اعتذر عندما يكون للاعتذار أصداء.. .
ويبعث للمتلقي نفحة ود وثناء...
و نسائم عبق تهب الوجدان الصفاء..
اعتذار يسكن الألم و يزيل الجفاء..
و يدثر حماقة الحقد والكبرياء..
***************
اعتذر .. اعتذر واسكن شظايا الآهات...
واقدم اطباق الحب للآخر رغم المعاناة...
لكن !اليس لنفسي علي حق وواجبات..
من يثني عليها ان ذاقت من المر قارورات ..
ان صبت عليها زخات من الشر و الويلات..
من يأويها ان باتت عارية في الخلاء..
من يسكنها ان انتفضت ضد جور الطغاة...
ويهديها وردة ويمسح من مقلتيها العبرات..
من يواسيها صدقا ، مجاملة أو اطراء ..
ويشد بيدها لتجاوز العثرات...
****************
سأعتذر لأني اعشق فن الاعتذار...
اعتذر لك حبيبتي عن عشقي الجارف...
وغيرتي السادية و ذعري عليك الشفاف...
اعتذر لكل شخص قصقته ناراً الظروف..
لكل شخص ضاع له الحق و كان له مطاوع..
لكل طفل تنكر له أهله و استضافه الشارع..
لكل فتاة وقعت في المحظور بغدر الجنون...
لكل شيخ أودعه بالعجزة أبناء عاقون...
اعتذر لكل وطن غادره كرها المواطنون..
لكل من قد ينصفه بعض للاعتذار ..
فالاعتذار فن لا يجيده غير الأحرار.
###سامربرقيو###